مذهب الصعالكة

عمار الزريقي |اليمن

عَلَى مَذْهَبِي فِي الحُبِّ وَالشِّعْرِ أَوْلِمِي
كَــنَـجْـمٍ تَــدَلَّـى فِـــي الـخَـيَـالِ الـمُـعَـقَّمِ

وَمُــرِّي عَـلَـى الـصُّعْلُوكِ فِـي كُـلِّ لَـحْظَةٍ
عَـلَـى نِـصْـفِهِ الـمَـكْنُونِ صَـلِّي وَسَـلِّمِي

أَنَــــا خَــــارِجٌ مِــــنْ خَـيْـبَـةٍ يَـــا حَـبِـيـبَتِي
لأَدْخُـــلَ فِـــي أُخْــرَى إِلَــى غَـيْـرِ مَـخْـتَمِ

إِلَـــــى أَيِّ إِقْــلِــيـمٍ أَقُـــــودُ خَــدَائِـجِـي؟!
وَهَـــــذَا كِـــتَــابُ الـــنُّــورِ قَـــيْــدُ الــتَّـقَـدُّمِ

يُـسَـمِّـي عَــلَـى خَـــوْفٍ بَـــوَاحٍ وَيَـنْـتَهِي
بِــــوَخْـــزٍ ثُـــلاثِـــيِّ الــدَّبَــابِـيـسِ مُـــؤْلِـــمِ

خُـذِيـنِي.. خُـذِيـنِي بِـالَّـتِي.. يَـا حَـبِيبَتِي
فَـــإِنَّ جِـهَـاتِـي أَوْغَــلَـتْ فِــي الـتَّـشَرْذُمِ

وَلا تَـخْـجَـلِي أَنْ تَـبْـدَئِـي مِـــنْ أَصَـابِـعِي
قِـــــرَاءَةَ أَسْــــرَارِي وَتَـفْـكِـيـكَ مُـعْـجَـمِـي

وَقُــومِـي عَــلَـى أَنْــقَـاضِ ضَـعْـفِي قَـوِيَّـةً
لِـيُـقْـلِعَ شَـيْـطَـانُ الـغِـوَايَـاتِ مِـــنْ فَـمِـي

وَيَــقْــرَأَ لِــــي مِـــنْ سِــفْـرِ عَـيْـنَـيْكِ آيَـــةً
فَــــإِنَّ جُــنُـونِـي خَــــارِجٌ عَــــنْ تَـحَـكُّـمِي

وَإِنِّـــي عَـلَـى شِـعْـرٍ عَـظِـيمٍ.. وَحَـائِـطِي
يُـــؤَدِّي زَكَـــاةَ الــحُـبِّ عَـــنْ كُـــلِّ مُـعْـدَمِ

سَــئِــمْـتُ تَــكَـالِـيـفَ الــحَــيَـاةِ لأَنَّ لِــــي
فُــــــؤَادًا كَـــبُـــرْجِ الــكَــهْـرَبَـاءِ الــمُـحَـطَّـمِ

فَـأَقْسَمْتُ بِـال”فَيْسِ” الَّـذِي طَـافَ حَوْلَهُ
عُـــقُـــولٌ كَــغِــرْبَــال الـــهَـــوَاءِ الــمُــخَــرَّمِ

رِجَــــــالٌ وَأَشْـــبَــاهٌ.. وَأَشْـــبــاهُ نِـــسْــوَةٍ
يُـفَـسْبِكْنَ طُــولَ الـلَّـيْلِ مِـنْ غَـيْرِ مَـحْرَمِ

وَمَــــا ال”فَــيْــسُ” إِلا نَــكْـزَةٌ بَــعْـدَ نَــكْـزَةٍ
تُــزِيــحُ عَــلَــى مَـنْـكُـوزِهَـا “أُمَّ قَــشْـعَـمِ”

وَإِنَّ جَــــــــزَاءَ الـــنَّــكْــزِ نَــــكْـــزٌ بِــمِــثْــلِـهِ
وَمَــــنْ يُــكْــرِمِ الأَصْــحَـابَ بِـالـنَّـكْزِ يُــكْـرَمِ

وَمَــــنْ يَـمْـنَـعِ الـتَّـعْـلِيقَ عَـــنْ أَصْـدِقَـائِـهِ
يُــقَــايَــضْ بِــإِعْــجَــابٍ قَــلِــيــلٍ وَيُـــحْـــرَمِ

وَإِنَّ مِــــنَ الإِعْــجَــابِ مَــــا سَـــرَّ صَـاحِـبًـا
كَـفَـاكِـهَـةٍ تُــهْـدَى عَــلَـى غَــيْـرِ مَــوْسِـمِ

وَمَـنْ يَـسْرِقِ الـمَنْشُورَ مِـنْ حَـائِطِ امْرِئٍ
يُـــكَــافَــأْ بِــتَـعْـلِـيـقٍ بَــــــذِيءٍ وَيُــشْــتَــمِ

وَمَنْ يُزْعِجِ الأَصْحَابِ فِي ال”فَيْسِ” عَابِثًا
وَيُــثْــقِـلْ عَــلَـيْـهِـمْ بِـــالإِشَــارَاتِ يُــذْمَــمِ

وَلا تَــتَــفَـاعَـلْ حِـــيــنَ تَـــأْتِــي رِسَـــالَــةٌ
مِــــنِ اسْـــمٍ غَــرِيـبٍ مُـسْـتَـعَارٍ وَمُـبْـهَـمِ

وَإِنْ تَــشْـتَـبِـهْ فِــيــهَـا فَـــبَــادِرْ بِــحَـذْفِـهَـا
وَمَــهْـمَـا يُــكَـرِّرْهَـا.. تَـجَـاهَـلْ و”دَعْــمِـمِ”

وَمَــــنْ يُــكْـثِـرِ الإِلْــحَــاحَ بَــاشِـرْ بِـحَـظْـرِهِ
وَلَـــوْ كَـــانَ بِـالـشَّـيْخِ الـفُـلانِـيِّ يَـحْـتَمِي

وَحَـــــاذِرْ فَـــــلا تَــنْـقُـرْ عَــلَــى أَيِّ رَابِــــطٍ
فَــمَـنْ لا يُـخَـاطِـرْ فِـــي الــرَّوَابِـطِ يَـسْـلَمِ

وَمَــنْ لَـمْ يُـرَاجِعْ فِـي الـحِسَابَاتِ نَـفْسَهُ
يَــجِــدْ نَــفْـسَـهُ مَــرْمًــى لِــنَــارِ الـتّـهَـكّمِ

وَمَـــــنْ يَــتَـأَقْـلَـمْ رَاضِــيًــا يَــــا حَـبِـيـبَـتِي
يُــصِــبْ مُــتْـعَـةً مَـجْـنُـونَةً فِـــي الـتَّـأَقْـلُمِ

وَمَـــــنْ لَــــمْ يُــصَــوِّتْ لِـلأَقَـالِـيـمِ طَــائِـعًـا
يَــفُــتْ عَــنْــهُ مَــأْسُـوفًـا قِــطَــارُ الـتَّـقَـدُّمِ

وَمَــــــنْ يَــتَـقَـمَّـصْ غَـــيْــرَهُ غَـــيْــرَ آبِـــــهٍ
يَـــبِــعْ رَأْيَـــــهُ بَــخْْــسًـا لِـــلِــصٍّ وَمُــجْــرِمِ

وَمَــــنْ لا يُــجَـادِلْ فِـــي أُمُـــورٍ سَـخِـيـفَةٍ
فَــأَكْـرِمْ بِـــهِ فِـــي الــرَّأْيِ.. أَكْــرِمْ وَأَنْـعِـمِ

وَمَــــنْ يَــطْـبُـخِ الـتَّـزْوِيـرَ يَـقْـبِـضْ طَـنِـيـنَهُ
وَيَــأْكُــلْ صُــحُـونًـا مِــــنْ حَـنِـيـذِ الـتَّـوَهُّـمِ

وَأَعْـــرِضْ عَـــنِ اسْـــمٍ مُـسْـتَـفِزٍّ خِـطَـابُهُ
فَــذَلِــكَ قَــــوَّادٌ إِلَــــى الــحِــزْبِ يَـنْـتَـمِـي

يَـــنَــامُ سِـــجَــالاً ثُـــــمَّ يَـــغْــدُو مُــنَـاضِـلاً
يُـــــــوَزِّعُ أَنْــــفَـــالَ الـــكَـــلامِ الــمُــجَـرْثَـمِ

وَلا خَـــيْــرَ فِـــــي رَأْسٍ يُــعَــطِّـلُ رَأْسَــــهُ
وَيَــعْــمَــلُ وِفْـــقًــا لِــلـحِـسَـابِ الــمُــقَـدَّمِ

وَحَـــــاوِرْ وَنَـــــاوِرْ وَابْــتَــعِـدْ فِــــي قَــرَابَــةٍ
وَغَــالِــبْ طَــوَاحِـيـنَ الــفَـسَـادِ الـمُـنَـظَّـمِ

وَبَـــعْــضُ رُؤُوسِ الــخَــلْـقِ رَأْسٌ مُــفَـخَّـخٌ
وَرَأْسٌ بِـــلا عَـيْـنَـيْنِ وَاسْــمٌ بِــلا سَـمِـي

وَرَأْسٌ مُــغَــطّــىً زِيـــنَــةً وَهْـــــوَ ضَـــامِــرٌ
وَرَأْسٌ حَـــــدَاثِــــيٌّ بِـــعَـــقْـــلٍ مُـــعَـــمَّــمِ

وَرَأْسٌ لَــــهُ مِــــنْ فِــضَّــةِ الــقَــوْلِ وَزْنُــــهُ
وَرَأْسٌ بِـــــــــــــدُولارٍ وَرَأْسٌ بِـــــــدِرْهَــــــمِ

وَمِــنْـهُـمْ خَــــرُوفٌ قَــــامَ يُــغْــرِي عِـــدَاءَهُ
عَـلَـى قَـوْمِهِ فِـي الـمَالِ وَالـعِرْضِ وَالـدَّمِ

وَمِــنْـهُـمْ حِــــزَامٌ نَــاسِــفٌ بِــاسْــمِ رَبِّـــهِ
يُــدَمِّــرُ فِــــي شَــعْـبَـانَ أَوْ فِـــي مُــحَـرِّمِ

فَـقُـلْ عَـافِـنَا الـلَّـهُمَّ فِــي الـعَـقْلِ وَاهْـدِنَا
إِلَـــى الــحَـقِّ وَاصْــرِفْ أَدْعِـيَـاءَ الـتَّـأَسْلُمِ

هَرِمْنَا عَلَى ذَا الفَيْسِ شِعْرًا.. وَمَنْ يَصُمْ
عَـــنِ الـفَـيْـسِ شَــهْـرًا لا أَبَــا لَــكَ يَـهْـرِمِ

وَكَــائِـنْ تَـــرَى مِـــنْ قَـــارِئٍ أَوْ مُـفَـسْـبِكٍ
كَــثِــيـرِ الــتَّـخَـفِّـي أَوْ شَـــدِيــدِ الــتَّـكَـتُّـمِ

فَــتَـابِـعْ صَــدِيــقَ الـفَـيْـسِ مِـــنْ ثَـرْثَـرَاتِـهِ
وَكَــاشِــفْ شَـيَـاطِـيـنَ الــكَــلامِ الـمُـلَـغّمِ

وَإِنَّ الــفَـتَـى نِــصْـفَـانِ.. وَجْـــهٌ وَمَـنْـطِـقٌ
فَــلَــمْ يَــبْــقَ إِلا بَــصْـمَـةُ الـعَـيْـنِ وَالــفَـمِ

وَمَـــــنْ يَــتَّـخِـذْ وَجْــهًــا مُــعَــارًا صَــدِيـقَـهُ
يَـــجِــدْ جُــرْحَــهُ أَنْــكَــى خِــتَـامًـا وَيَــأْلَــمِ

وَمَـهْـمَا تَـكُـنْ عِـنْـدَ امْــرِئٍ مِــنْ شَـطَـارَةٍ
“يُـهَـكَّـرْ”.. وَمَـــنْ لا يَــتَّـقِ الـلَّـطْمَ يُـلْـطَمِ

ومَــنْ يَـلْـتَهِمْ بـنكًا ويَـنْهَبْ مـعسكرًا
يَـقُـدْ خـلـفَهُ شـعـبًا عـزيـزًا ويـحـكمِ

ومـن يـملكِ الـصاروخَ يملكْ مصيرَهُ
ويـشـربْ فـنـاجينَ الـسـلامِ الـمُدَعّمِ

ومـن يَـعْدُ عـدوانًا عـلى بـعضِ أهلِهِ
يَـفُزْ فـي جـنونِ الـحربِ دونَ مُـعَلِّمِ

ومــن يُـبًـصرِ الـدنـيا ظـلامًـا مـؤبّدًا
يـجِدْها عـلى بـابٍ مـن السوءِ مُظلِمِ

ومـن يعشقِ السبعين يحشدْ جنودَهُ
لـمـرضاتِ أسـيـادِ الـزنيمِ الـمُخَضْرَمِ

ومـن يـنصرِ الـعادي على شعبِهِ يَهُنْ
ومن يعتصمْ بالشعبِ للشعبِ يُعْصَمِ

ومـــن أخـطـأتْ نــارُ الـمـسيرةِ دارَهُ
فــلـن تـتـحـاشاها صـواريـخُ مـريـمِ

ومـــا الإثـــمُ والــعـدوانُ إلا زوامــلٌ
فـمن أي نـيرانِ الـعصاباتِ تـحتمي؟

إذا كــنـتَ ذا رأسٍ تَــطَـوَّعْ بـنـصـفِهِ
لـكي يـسلمَ الـنصفُ الـذي لـم تـقدِّمِ

وإنّ زكــاةَ الــرأسِ فـرضٌ فـجُدْ بـها
عـلـى حــبّ آل الـتـيتِ أولادِ رسـتمِ

ومـن يـنحرفْ عـنهم بـمثقالِ خردلٍ
يُــبَـوأ مـصـيـرًا خــالـدًا فــي جـهـنّمِ

ومــن لــم يُـقَـدَِمْ رأسَــهْ عـن مـحبةٍ
إلـيـهـم يُـحـاكَمْ ثــم يُـجـلَدْ ويُـعـدَمِ

ومـن لـم يَـمُتْ بـالنار فـي أي جـبهةٍ
فـحتمًا سـيقضي نـازحا في المخَيَّمِ

تــشــرّفْ وقَــبِّـلْ رُكــبـةً تـسـتـحقّها
وصـلِّ عـلى (الـهادي) وبـارك وسـلمِ

إذا لـــم تــكـنْ ذا لِـحـيـةٍ أو عـمـامةٍ
إلــى أي أحــزابِ الـدعـارةِ تـنـتمي؟

وقـل (مـا نـبالي) يا أبابيلُ فاضربي
وصُـبّي حـميمًا واسـتحمّي وحـممي

ومـن يُـضرمِ النيرانَ في جلدِهِ يَمُتْ
ومـن يـنتصرْ بـالبغي يـسقطْ ويُهزَمِ

ومـــن يَـتّـخِذْ عُـكـازةَ الـديـنِ سُـلّـمًا
إلـى الـحكمٍ يـهبِطْ مُـرغمًا دونَ سُلّمِ

ومـن يـتورطْ فـي الـبدايات فـليذُقْ
بـلاهـا ومـن يستحسن الختم يختم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى