رسالة إلى سجين
قمر عبد الرحمن
قد ألتقيك أو لا ألتقيك
لكنّك ستبقى سجين القلب والرّوح
تقول حبيبة لحبيبها المؤبد مدى الحياة
ستفرك الظّلم عن عينيك يومًا
وستمسح وجهك يقينًا
ستمشي خطوة.. خطوتين.. خطواتٍ نحوي
نحو الوطن
وسأرى جبينَك المنتصر.. يشعّ في عيني
وسأذكر الثّمن
وسأصافح وجنتَيك.. بخدّ الورد المشبّع بالنّدى
أتحسس يديك.. وأقبّل عينيك التي لطالما عانقتها من وراء الزّجاج
أأنت أنت.. أم أنت أنا؟
كيف سأتصرف مع رهبة قلبي
لا وقت للرّهبة يا قلبي
عانقيه للأبد
خذيه نزهة
نحو نهارٍ بلا ليل.. نحو أرضٍ بلا ويل
تنتهي الزّيارة.. يبتلع دمعه، ويقول:
سأعيش على حكاية الحريّة التي رسمتِها يا حبيبتي سنوات
تقول هي: أمّا أنا.. سأبكي يوم النّصر يا حبيبي.. وستبقى سجين قلبي وعقلي والكلمات
تخرج من السّجن وتنظر للسّماء
أخبره يا الله أملًا
لو أخذوا شمسه.. سأمنحه النّور
لو أخذوا غيمه.. سأمنحه الهطول
يا أيُّها العالم الغافي تحت الشّمس
لو طال الحكم.. سأكون الحلم
لو طال العدم.. سأكون النّغم
لو طال السّقم.. سأكون النّعم
من سجن لسجن تهون خطواتي وتخضّر القدم.. يذوب على لساني كلّ شكٍ ووهم..
وأقاوم الاستخفاف من مجتمع لا يرحم..
وأصارع بالأمل كلّ همّ
فحبيبي أسيرٌ حرٌّ وحيّ
ليس رقمًا
ليس رقمًا
ليس رقمًا