مبادرة شخصية لكتابة “رسائل إلى ….” صرخة حب في الأول من آذار

القدس | خاص

رسائل الحب في صوره المختلفة،بأقلام الأدباء والشعراء

هدى عثمان أبو غوش


إلى رجل
سميتك الحب فوق خدّ الوطن
سميتك أشواق الحنين
وسنابل الأمل
يا رجلا
يشبه المطر ومعطفا كنت أبحث عنه
يسافر بأشعاره مدن الحب
يغازل الأرض ويحمل حرفه فوق كتفه
يعاند الخريف ويشاكس الربيع
ويقول للعواصف سأنتصر
غدا أو بعد غد
أنت قبلة شتائي أنت ورد صيفي
وأنت عيدي في الصباح والمساء
يا رجلا من زمان الحب

 

هشام أبو صلاح | جنين


رسالة الى غائبة
كيف التقينا ذات حلم من عناق؟!
كيف انصهرنا في التباريح التي رسمت خطانا في دجى الايام طيفا من فراق؟
كم كان لي وعد بأن ألقاك من شوق الحنين!
ناديت هاتيك السنين
تلك السنون الهاربات من الشجون
كي تنصف الملهوف دفئا في اللقاء
كم ضج في الرؤيا النداء!
كم حاولت عيناي ان تجد المنى في الليل رغم الآه فانكسرت مواويلي على وجع الشقاء
لا احظى برؤيتك الندية في الظلام
كم ناح في قلبي الحمام
بحت نداءات الغرام
وأنا على جمر اشتياق
وجعا أسافر في الدموع بلا شموع
وانا اضمك في الضلوع
نبضا من الشغف المؤثث بالرجاء الصعب في مر المذاق
فمتى يكون لنا لقاء في ارتشافات العناق؟!

سعاد المحتسب | القدس


إلى بطل

علمونا أن وعاء الصبر تثقبه السنين
وأن آخر قطعة في الحطب رماد مؤجل
لكن أخبرني بالله عليك
كيف توقد من يأسك شرارات نور
وتبعث روحك بعد موتها
تقتص من لؤم الأنكسارات انتصارات
يقفز منها شيطان البؤس متعجبا
لتعريه بابتسامة ماكرة
وترتدي كل هذا البياض وتمضي!
كيف بالله عليك
تعلمت الحب في وطن يشيب عشاقه على الأبواب
وينتحر من البرد كل المترفين والمترفعة قلوبهم عن العشق
ولازلت ناصعا تسكب الأمل في صدورنا
وتعلمنا فضيلة الحياة

أكرم عطوة | فلسطين – سوريا (حلب)

رسالة إلى امرأة

هي التي أشعلت صقيعي ..

ثمّ أطفأته في هزيعها المترامي على أطراف مزاجها القديم
نور
كتبت لي وصيتي الأخيرة ..

وتركت وصيتها الأولى في حقيبة ربيعي القادم

لم تدع حلمي يكتمل ..

فلملمته بعد أن نثرته بعيداً

ثمّ أعادت تشكيله في ليلةٍ لم تتكرر

رأيت صورتها في خيالي ..

وامتدّ صوتها في صمتي .. وفي وجعي

حملتني على تفاصيل عالمها ..

حتّى صار فرحي وحزني من أجلها

قمر عبد الرحمن من الخليل


رسالة إلى سجين

قد ألتقيك أو لا ألتقيك
لكنّك ستبقى سجين القلب والرّوح

تقول حبيبة لحبيبها المؤبد مدى الحياة
ستفرك الظّلم عن عينيك يومًا
وستمسح وجهك يقينًا
ستمشي خطوة.. خطوتين.. خطواتٍ نحوي
نحو الوطن
وسأرى جبينَك المنتصر.. يشعّ في عيني
وسأذكر الثّمن
وسأصافح وجنتَيك.. بخدّ الورد المشبّع بالنّدى
أتحسس يديك.. وأقبّل عينيك التي لطالما عانقتها من وراء الزّجاج

أأنت أنت.. أم أنت أنا؟
كيف سأتصرف مع رهبة قلبي
لا وقت للرّهبة يا قلبي

عانقيه للأبد
خذيه نزهة
نحو نهارٍ بلا ليل.. نحو أرضٍ بلا ويل

تنتهي الزّيارة.. يبتلع دمعه، ويقول:
سأعيش على حكاية الحريّة التي رسمتِها يا حبيبتي سنوات
تقول هي: أمّا أنا.. سأبكي يوم النّصر يا حبيبي.. وستبقى سجين قلبي وعقلي والكلمات

تخرج من السّجن وتنظر للسّماء
أخبره يا الله أملًا
لو أخذوا شمسه.. سأمنحه النّور
لو أخذوا غيمه.. سأمنحه الهطول

يا أيُّها العالم الغافي تحت الشّمس
لو طال الحكم.. سأكون الحلم
لو طال العدم.. سأكون النّغم
لو طال السّقم.. سأكون النّعم

من سجن لسجن تهون خطواتي وتخضّر القدم.. يذوب على لساني كلّ شكٍ ووهم..
وأقاوم الاستخفاف من مجتمع لا يرحم..
وأصارع بالأمل كلّ همّ

فحبيبي أسيرٌ حرٌّ وحيّ
ليس رقما
ليس رقما
ليس رقما

نزهة أبوغوش | القدس


رسالة إلى لاجئ على ساحل البحر
أمام مجموعة من الأزهار الملوّنة، المنقوعة في بالماء في دلو بلاستيكيّ، وقف ينظر إِلى المارّة، هناك في زاوية الشّارع المؤدّي الى السّاحل الجنوبيّ لمدينة استنبول. شممت رائحة البحر ورطوبته. لفت نظري ذلك الطّفل الّذي كان ينتعل حذاء أزرق من البلاستيك المتهالك، وبنطالا من الجينز الكالح المهترئ، يتّسع لرجل بالغ، وبلوزة رياضيّة فضفاضة تكاثفت عليها الوان غير معروفة.
حمل باقة من الأزهار وراح يقرّبها من المارّة. بلهجته السّوريّة الّتي لم تخف على أحد اقترب منّي:
– ربنا يستر عليك ويخلّي عيالك، انتوا على راسنا والله! يا ريت تشتري منّي هالوردات بنص السّعر.
صفنت به للحظات وتهت بعيدا. عاد عليّ الطّلب مرّة أخرى. أمسكت بيده ومسحت على رأسه، ونسيت أنّه البائع وأنا المشتري. لا أعرف لماذا نزلت الدّموع الّتي كنت أخبّئها من زمن بعيد.
تناول وردة بيضاء من الباقة الّتي بين يديه، وقدّمها لي.
نظر في عينيّ نظرة لم يفهمها إِلا أنا وهو.
حين سألوني، ارتبط لساني في حلقي، ولم أعرف أن أشرح لأحد، لماذا عشقت هذا الطّفل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى