موقف المُصطفى
أديب كمال الدين | العراق – أستراليا
أوقَفَني في موقفِ المُصطفى
وقال: أرأيتَ إلى مَن رأى
مِن آياتِ ربّهِ الكبرى؟
أرأيت إلى مَن أرسلتُه رحمةً للعالمين،
وختمتُ به الأنبياءَ كلّهم والمُرسَلين،
وجعلتُ له الأرضَ طهوراً ومَسْجِداً،
وجمعتُ على مائدته
قدحَ الصبرِ إلى قدحِ النصر،
وماعونَ المحبّةِ إلى ماعونِ العِلْم،
وشرابَ الشفاعةِ إلى شرابِ الكوثر؟
أرأيت كيفَ أسريتُ به
إلى حضرتي الكبرى
مِن سماءٍ إلى أُخرى،
فرأى مِن النُّورِ ما رأى،
فكانَ قابَ قوسين أو أدنى؟
ثُمَّ قلتُ له: صفْني يا مُحمّد،
صفْني يا حبيبي،
صفْني أيّهذا المُصطفى.
قالَ: سبحانَ الله.
قلتُ: نعم.
قالَ: والحمدُ لله.
قلتُ: نعم.
قالَ: ولا إلهَ إلّا الله.
قلتُ: نعم.
قالَ: واللهُ أكبر.
فجعلتُ الشَّمسَ تجري في وجهه
وفي صلواته الخمس.
وجعلتُ اسمَه مقروناً بِاسمي،
وشهادتَه بشهادتي،
ومحبّتَه بمحبّتي
إلى يوم يُبْعَثون،
يوم لا يَنفعُ مَالٌ ولا بنون
إلّا مَن أتاني بقلبٍ سليم.