كلَّما
معين شلبية
كلَّما قَبَّلتُ باسمِكِ هائِماً
أَوقدتُ نارَ الحُبِّ فيْ مَجرَى القُلُوع
لَعلَّكِ إِذْ مررتِ بذاتِ ذاتِي ذاتَ بَوْنٍ
سأَعلمُ أَنَّني حيٌّ
وقلبي جمرةُ المنفيِّ ما بينَ السَّرائِرِ والضُّلوع.
–
كلَّما ناجيتُ رسمَكِ تائِهاً
عرَفتُ كيفَ جُنَّ الوقتُ واهتَبَلَ المكان
قد يُنْشِدُ المحزونُ مِنْ فَرْطِ التَّشابهِ فِي الرِّمال
عَتَبَاً تُشقشقُهُ الظَّلائِمُ فِي الشِّعابِ الدَّائِريَّة
وقد يَغْرَقُ المعتوبُ فِي البحثِ
عَنِ السُّلوانِ والغُفران.
–
كلَّما أَذْوَيْتُ ريحَ الشَّكِ في ذاتيْ وفي لغتيْ
أَيقظَنِي اليقينُ
وعيناكِ ناعستانِ كغيمةٍ عذراءَ فيْ ليلِ الشِّتاءِ
وأَنا على طَرَفِ الحياةِ
أَمشي على سطحِ البحيرةِ فيْ بصيصِ النُّورِ
وباقةُ نرجسٍ صفراءَ أَو بيضاءَ تُنْبِئُنِي
لولا هبوبُ العطرِ مِنْ نهديكِ يا فاءُ الحنين.
–
كلَّما أّكملتُ فصلاً مِنْ نشيدِي الملحمِيِّ
أَتممتُ ما أَخفيتُ مِنْ لغتي وأَسئِلتي الوجوديَّة
وآثرتُ الخلاصَ الحَقَّ بينَ الذِّكرياتِ
ذكرى مَعَ امرأَةٍ تَضِجُّ بالأَهواءِ
وأُخرى، تُعَلِّقُ فِي النَّهاوندِ مِفتاحاً
تصدَّعَ مِنْ تفتُّحِ جُرحِهِ وَتَرُ المَقام
فما تزالُ رسالتي تكفي لترميمِ الجِراحِ العاطفيَّة.
–
كلَّما حدَّقتُ فيْ هذا البهاءِ السَّرمديِّ
نبَّشتُ عن ذاتي فأَرجعني السُّؤَالُ إِلى الفناء
أَرخيتُ ظلِّي فوقَ عنقاءِ الرَّمادِ
ثملاً كصوفيٍّ بخِفَّةِ طائِرٍ فوقَ السَّحاب
لأُكملَ رحلةَ الأَبعادِ مِنْ غيبِ السَّماءِ إِلى السَّماء.
–
لكنْ
كلَّما اتَّسعتْ بلادُكِ للرَّحيلِ
توهَّجتِ البلاغَةُ فيْ رَصْدِ هَجْسِ اللَّيلِ والحِبْرِ اللَّدُود
كرفيفةٍ تُملي على المعنَى روايتَهَا
فيْ حضرةِ الإِشراقِ والأَشواقِ فيْ عينِ الظُّهُور
وكلَّما يمَّمتُ يمَّ هواكِ
سَلاكِ الهجرُ وانتحبَ اليَمام
فكأَنَّني حِفْظٌ لغيبةِ غائِبٍ
وكأَنَّني صوتٌ يُهدهِدُ فِي الخُلُود.