العنصرية الغربية
المحامي شوقي العيسة | فلسطين
في الأزمات تظهر الحقارات ويطغى الجوهر على الشكل الخارجي المزيف، والأزمة في أوكرانيا أبرزت الوجه الحقير لأوروبا، وعنصرية حكومات الشمال الأوروبية وأغلبية مواطنيها ليست بحاجة لإثبات فالقرن العشرين مليء بالإثباتات.
كنا نقول إن على الجيل الجديد في أوروبا الاعتراف بجرائم أسلافه الاستعمارية العنصرية فإذا به أكثر عنصرية وشوفينية بل وإجرامية منهم؛ ولكن هل نحن في دول الجنوب أقل عنصرية منهم؟! عنصرية دول الشمال تتجلى ضد شعوب الجنوب أما عنصرية الجنوبيين فتتجلى ضد بعضهم.
العنصرية نتاج التربية فالإنسان لا يولد عنصري؛ بل يكتسب ذلك من مجتمعه من ثقافته وتعليمه وفي العصر الحديث من وسائل الإعلام التي تصنع ذلك. في الدول الغربية يهتمون جدا بهذه الوسائل وها هم المسيطرون يحصدون ما زرعوا.
الغريب ليس ظهور عنصرية دول المعسكر الغربي وشعوبها خلال الأزمة الأوكرانية؛ بل الغريب هو استغراب كثيرين منا من ذلك والمنشورات الكثيرة حول ازدواجية معاييرهم في دعم مقاومة أوكرانيا وإدانة مقاومة فلسطين.
لماذا كل هذا الاستغراب؟ ما الفرق بين أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل فيما يتعلق بنا؟ أليسوا هم من خلق إسرائيل ويساعدها ويدعمها ويحارب معها؟ وغبي من يعتقد أنهم يدعمون حقوق الشعوب وحقوق الإنسان؛ فإسرائيل قاعدة عسكرية لهم تخدم مصالحهم ولن يتخلوا عنها إلا إذا اصبحت عبئًا عليهم.