سراج مصيرة الخضراء

أبو نبراس البوصافي | مسقط

ريبُ المنونِ قصمْتَ كلَّ جِواري

أبقيْتَنا في دمْعِنا الجرَّارِ

 

ورميْتَنا بسـهامِ حــزْنٍكَ سيِّدي

أطلقْتَ كلَّ صراخِنا المِدْرارِ

 

وأسلْتَ كلَّ دموعِنا في حسْرةٍ

أيْقظتَ منِّي الحزْنَ بالتِّكرارِ

 

قيِّدتني بالحزْنِ في ليلِ الأسى

يا أيُّها المِقْراضُ في الأعْمارِ

 

ما شاهدتْ عيْني الدُّروبَ من البُكا

و كأنَّ نهْراً منْ عُيونِيَ جاري

 

و مصيرةٌ بثيابِ فقْدِ عَذيقِها

قدْ أُثْكِلتْ في اِبْنِها الكرَّارِ

 

لمْ أدْرِ أنَّ فراقَ كلِّ مُعلِّمٍ

يرمي عليَّ بحسْرةٍ وشَرارِ

 

و كأنَّ نجْمًا في السماءِ أخالُهُ

يبْكي لِسالمِ ضوئِنِا المِنْوارِ

 

غاب الجوادُ الألْمَعيُّ المُرْتضى

زاكي الأَرومةِ نورُ كلِّ نهارِ

 

غابَ المُعلِّمُ والمدارسُ أُظْلِمتْ

فلواؤُها الكرَّارُ مَحْضُ مَزارِ

 

تبكيكَ دارُ مَصيرةٍ يا سيِّدي

تبكيكَ طولَ الدَّهْرِ في الأسْحارِ

 

وأنا الذي أبكيكَ  أيضاً كلَّما

لاحتْ بذٌكْرِكَ ألْسُنُ التُّجَّارِ

 

ولإنْ كتَبْتُ فلا أَراني يرْتوي

منِّي الرَّثاءُ لِقدْرِكَ المِعْطارِ

 

ودَّعْتنا والفقْدُ ينْهشُ أضْلُعي

فلِمَ الحياةُ وكيفَ أخْمِدُ ناري

 

ودَّعتَ قلْبًا كان نبراسًا لكمْ

منْ زوْجةٍ أو والدٍ وصِغارِ

 

يا موتُ أفنيتَ الجسومَ فهل لها

منْ جنَّةٍ تسْعي لها ودِثارِ

 

هذا الرجاءُ أيا أُخيَّ لأجْلِكمْ

ترتاحُ في جنَّاتِ ربِّي البارِي

 

ومعَ النبيَّ وآلهِ الأخيارِ إذْ

تحْيى هُناكَ بِنِعمةٍ ونَظارِ

هامش:

رثاء الفاضل الأخ الأستاذ سالم  بن هدوب الوهيبي… سراج مصيرة الخضراء … رحمه الله وأسكنه فسيح جناته….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى