الواو….

محمد الدرقاوي | المغرب

لوحة زيتية من مصر لمستشرق أوروبي

تتمدد على حصيرة قريبة من قدميه، وفي أعماقها تغلي أحاسيس شتى، متلونة بصور متباينة، تبكي أحيانا أو تكتم غصتها خوفا من أن يرميها بأي شيء قد يدمي جسدها؛ ذبالة  شمعة بينها وبينه، تضيق لضوئها  النفس والخاطر في كوخ موحش مترب، لا يتعدى ثلاثة أمتار، يهتز  من عتو رياح  الشتاء.

 تقنط، فتقوم بإطلالة من كوة صغيرة تشرف على الزنقة الضيقة، يتابعها بعينيه حتى إذا عادت  قام من مكانه ليتأكد ألا غريب  يمر  بالحي، ولا شيء غير  الرياح تدمدم زائرة بين الأكواخ.. الكل قد خرج  الى ما تعودوا  أن يخرجوا إليه، دون أن يتخلف أحد منهم،  كلهم يخرجون بليل ولا يعودون الا قبل الفجر، فالنهار لا يعرف لهم وجوها الا أيام الانتخابات أو حين تريد احدى التكتلات السياسية او النقابية زرع  الفتنة في مكان ما.. أطفال صغار بأسمال رثة وأقدام حافية، وحدهم أحرار مهملين يلعبون بين الأكواخ، شبه عراة لا يخافون بردا ولاعاصفة، يتقافزون على مجاري مياه الصرف الصحي  السائبة حيث روائح النتانة  هي ما يبخر  الموقع ويخنق الأنفاس.. ..

تعود الى مكانها، فتتكوم وعقلها ساه، يشله البرد والجوع.. تهم أن تقول له شيئا فتتراجع، خوفا من غضبة منه تضيف أثرا إلى وجهها أو جسدها ..

الجوع يأكل أمعاءها، فلا هو خرج ليبحث عن عمل  حتى يجد ما ينفق  على نفسه وعليها، ولا تركها تشتغل  لأسباب تتجاهلها، وتتجاوز الخوف عليها، حتى حين  يعصره الجوع بوجع، يقفل عليها باب الكوخ بسلسلة حديدية احتراسا من أن يدخل عليها غيره فتنقاد اليه مقابل دريهمات أو أكلا يحمله إليها، فجميع شبان  الحي تتطلع اليها عيونهم، ولا احد يستطيع ان يتقرب منها خوفا من بطش أخيها المعتوه، شرس لايرحم ..

جميع  سكان الأكواخ المجاورة يعرفون حادة، أنثى بنت الخامسة عشرة من عمرها، أذلها الفقر وزها بها الجمال الذي أبى أن تقهره صفرة وجهها، وجرحا اسفل حنكها الأيمن من أثر  عدوان أخيها، الذي روضها بعقلية احتكارية متسلطة ،فهو من  رباها على الطاعة والامتثال مذ كان عمرها  ثلاث سنوات، تخشاه  أكثر مما كانت تخشى أمها وأباها  الذين ماتا تحت أنقاض زاوية من الكوخ كانت سرير نومهما، وقد تفاقمت  شراسته نحوها من يوم ضبطها مع مراهق يمارس عليها الفاحشة، مقابل خمسة دراهم  كانت تريد ان تسد  بها غرغرات الجوع ..الكل  كان يتمنى لو يظفر بها  لحظة متعة..

كثيرون يتقولون عنه اتهاما ،فربما يمارس على حادة سوء سلوك ،كما هو شائع في بعض الأكواخ ،ولهذا تدعن اليه اتقاء شره والفضيحة، وقد  تورط أحد المتهورين من  شبان  الحي حيث بلغ عنه دون  علم من احد ، فداهم   الدرك  الكوخ، وهي أول مرة  يتشرف فيها الحي برجال الدرك. وجدوا حادة  تعد أكلا من بصل وقطع خبز يابسة، بينما يتكوم أخوها  على نفسه يشكو مغصا في بطنه، ورغم ذلك لم يرحمه الدرك  فساقوه إلى المركز وقد خضع لاستنطاقات  شاقة وعسيرة  قاسية،  بعيدة  عما ألقوا  عليه القبض من أجله، قبل أن يكتشفوا ما لم يكن يدور في خلد أحد حتى  حادة نفسها، حيث كان رجلا بلا أدنى اثر لما يميز  الذكر عن الأنثى ..

من يومها أدركت حادة  سبب عصبية أخيها، وعدم قدرته على التحمل، لكن كلما توسلته السماح  لها بالعمل في البيوت ،جن جنونه وتحول إلى حيوان شرس يضربها بلا رحمة، فتنكمش على نفسها وفي أعماقها ظلمة من غربان تائهة لا تعرف متى ستنقشع وكيف؟  ومتى ستضع حدا لهذا الصبر مما تعانيه ..

“”أنا  حقا أستظل بفيئه بين سكان جعلهم الفقر قساة أجلافا بلا قلب، يتكارهون عن بكرة أبيهم  من الرحم الى القبر ، لكن الى متى سأظل كطفل يسأل البحر عن لعبة ضاعت منه “”؟

“أي  الخلفيات يحمل  تجعله يثور بهذا الشكل ،غير ما ضبطني أمارسه، وهذا ما سبب حقده  علي، فلا احد يستطيع أن يتحمل ما يتحمله أخي وما يفرض علي أن  أتحمله .”.

تدرك أن بعد حادثة الدرك قد انكشفت سريرته أمام أهل الحي، فصار أكثر  عدوانية وحقدا على الكل، خنزير بري شرس.. يشك في الكل ،والكل  عنه قد ابتعد  خشية  من سر قد يكون كشفه للدرك..

ذات صباح وقد خرج أخوها بعد ان بات ليلة عصية جوعا والما ، تنتبه حادة أن أحدا وراء  باب  الكوخ، تدنو من الباب والتوجس يأخذها ،ركبتاها فاشلتان من جوع، يأتيها صوت غريب  :

ــ حادة! ..خذي من تحت الباب ما سأتركه لك..لا تخافي فلا أحد قد رآني… وكل يوم سانتظرك الى أن تتمكني من الهروب ..

لم يطل وقوف الغريب كثيرا فقد سمعت خطواته تعود من حيث أتت ..

تمد يدها، فتجد  خبزة محشوة بزبدة  وشريحة لحم  وبيض مسلوق،  ورزمة صغيرة  بها خمس ورقات زرقاء  من فئة 200 درهم ،بسرعة تضعها في تبانها ثم تشرع تزدرد الخبزة بنهم الى آخرها.. تشعل  ورقا  لتطرد  بدخانه رائحة الأكل من قلب الكوخ..

يأخذ الغريب بكل تفكيرها، من يكون؟ وكيف عرف بقصتي؟ ومن أخبره اني أنوي الهروب ؟ربما  هو من  يوحي  لي  بذلك؟

يرهقها التفكير من هذا الآتي الذي وصلته شهقتها فيقبل ليسد نافذة الريح  الشرسة؟..ياشهقة قلبها  التعب المنهوك.!!

ما أكلته وما اوحى به الغريب اليها قد نفث في نفسها قوة وفي عقلها انفتاحا ..

صار تفكير حادة منصبا على أمرين، اشدهما هيمنة على عقلها، كيف تفر من هذا القفص؟ أما عن  الغريب  فلابد أن تعرفه  ذات يوم .. تبني وتهدم  خوفا من بطش قد يأتي على عمرها، صارت تجالس أخاها وهي غائبة بفكرها عنه، تخطط تصاميم ناجعة  لفرارها، لا تنكر انه هو من رباها ، لكن عليها لايحنو ، فلا  يوجد أخ يمارس هذا  الحقد من العنف اللفظي والبدني على بنت يدعي انها أخته ،فما عادت تحتمل أكثر امام عقلية لا هي تثق في نفسها ولا في من حولها ..عقلية لم ترب فيها غير المقت وكراهية الناس والنظر اليهم بالشك والتوجس والريبة؛ صار توقها  لنور يملا بصرها، ولهواء نقي يفتح  صدرها، أمام جبروت  الليالي، هو ما يغيب نومها، ويضاعف ألمها بعد زيارة الغريب، وهي الان تملك ما يساعدها على الفرار، الألف درهم زخات من رحمة، وما  ينقصها الا وسيلة  لتحقيق هروبها، بعيدا عن رقابة أخيها وحصاره..

غائبة لا تتحرك، يناديها  أخوها فلا تنبس بكلمة أو تحرك ساكنا، يظل يحركها  بقدمه وكأنه يحرك جثة بلا روح، يبحث عن قشرة بصل  في الكوخ ظانا أنها غائبة عن الوعي، لاشيء، يضع راسه على صدرها فيتسمع ضربات قلبها، يجلس إلى جانبها ينتظر ..فقد تفيق من غيبوبتها ،  قلبها لايزال نابضا..

نصف ساعة ولم تحرك ساكنا ، يفتح باب الكوخ ويرمى بصره على الحي ..

لا أحد..يحملها بين يديه، ويجرى بها نحو  المستوصف، تتسلمها ممرضة  الى  غرفة  الفحص في انتظار وصول الطبيبة؛ يروح ويجئ قلب المستوصف، يصيح أحيانا ويهدد أخرى، تقبل  الطبيبة، تدخل قاعة الفحص ..”لا مريضة بالغرفة.”.

النافذة مفتوحة  ، والممرضة تتحسس صدرها تتابع الهرج والمرج، مؤكدة انها تركت المريضة في الغرفة، فالكل يبحث عن حادة، فهل  انشقت الأرض وبلعتها؟.

يأخذ الغريب  بيد حادة إلى قلب سيارة لم تكن بعيدة عنه، ومن هناك  يأخذ  الطريق السيار….

لم  تسأله كيف تسلل إليها؟ والى اين يتوجه بها، يكفي أن حياتها البئيسة قد اتكأت على ظهوره  فـهو لها الآن منقدها، اكتفت بالتمدد على  المقعد الخلفي  ثم  نامت بعمق، لم تفتح عينيها إلا على صوته وقد اركن سيارته وطلب منها النزول. ..

يقطعان  الشارع إلى حمام نسوي، يسلمها لإحدى طيابات الحمام :

ـ سأعود لك بلباس حادة

يغيب  قليلا ثم يعود  وفي يده حقيبة صغيرة ،تخرج الطيابة فيسلمها الحقيبة ..

تخرج حادة من الحمام، ينبهر وهو يرى طلعتها قادمة إليه بعينين واسعتين  ضاحكتين رغم اثر الضنى  عليهما ، خدود متوردة، وقد ممشوق، أنف خناسي وشفاه وردية ممتلئة متناسقة مع حجم الوجه الدائري ..جمال أخاذ  زاده اللباس الجديد بهاء وحسن طلعة.. أكل هذا السحر كان متخفيا وراء غلالة البؤس والجوع وشراسة الأخ؟ يسائل نفسه.

لم تمنع عنه وجنتها و شفتاه تمتدان اليها بقبلة، هزة تسري في كل بدنه  وهو يلامس  خدها الدافئ  وجسمها الفوار بعطور  الحمام، منطلقا الى اقرب مطعم أنيق  ، كان بين كل حين وآخر  يلتفت اليها ، يتملاها  والفرحة تغمر قلبه..

في المطعم تجلس حادة  وعلى وجهها ابتسامة  تتلاشى كلما  تهادى أخوها .بخيال وصدى من كلماته التي كانت تؤرقها: أموت ولا أتسول وكنت أكره أمي وانا صغير وهي تخرج  للتسول.   و…..

تنتظر  أن يكلمها الغريب، هو نفسه يفضل الصمت، يريدها أن تأكل بشهية وبعيدا عن اأية كلمة توقظ فيها إحساسا بما تركته خلفها، يعرف انها لأول مرة تلج مثل هذه المطاعم لكن هدوء وجهها بين إشراقات الابتسامات وغروبها  يشجعه على الصمت، فامامه الزمن للحديث..

لم تعرف يوما ماذا كان يريد قوله بعد:ـ و ـ.. ثم يصمت، وحين تلح عليه ان يتمم كلامه ، يركبه قلق جنوني ،  فيضربها بقبضة يده، أو يركلها برجله  ..

تسرق النظر الى الغريب وهو يشرب القهوة ويدخن  ،هو من  ساومها على نفسها بخمسة دراهم ، كان لازال مراهقا صغيرا، وهي طفلة في الخامسة، سمحت له بما أراد؛ لكن يالحظه التعس!.. داهمهما أخوها، هو فر ناجيا بجلده ،وهي تورمت عيناها وانتشرت الزرقة على جسدها، من يومها ارتدت رداء الاستسلام لضرب أخيها وتحقيره لها …

ازيد من عشر سنوات مرت على الحادث ولازالت صورة الغريب تنطبع في مخيلتها ..

يلتفت  اليها ، يضع يده على يدها  ، ينظر اليها نظرة لامست  أعماقها ، نظرة لم تتعودها حتى من أمها وأبيها وهي صغيرة  ..لأول مرة تحس بان لها قلبا يتحرك على غير عادته ، تضع يدها فوق يده ثم تقول :

من أعاد بك إلي؟ ومن اخبرك أني افكر في الهروب  من أخي ؟

يقرب الكرسي منها  حتى يكاد يلتصق بها، يرفع يدها الى فمه ، يقبلها ثم يقول :

أولا، أعتذر عما بدر مني  في لحظة طيش، كم ندمت عليها ،هي شيطنات المراهقة، كنت آتي من الملجأ ليلا إلى باب كوخك لأطمئن عليك بعد ان ضبطنا أخوك..و كثيرا ما مررت فسمعت صوتك باكية أو صائحة ، كنت أدرك أنه يضربك ، هو مشهور بشراسته بين سكان الحي، يحس بنقص في رجولته وبأمر آخر ربما هو ما كان يحرك تلك الشراسة  و…

يصمت ، فيحرك لهفتها لتعرف  ما بعد الواو، هو نفسه كأخيها يجبن بعد الواو .. كم داخلها شك  في سلوكات أخيها، لكن هذا لاتعرف عنه شيئا غير ماحكاه لها !! .. فماذا بعد الواو ؟

ـ   قل ،أخبرني ..

يتلكأ ويخاف مما قد يبوح لها به  :

ــ  لا داعي  المهم إني عدت اليك بعد سنوات قضيتها في ملجأ الايتام، ثم رعتني سيدة  فاضلة وبي قد تكفلت ،لن أنسى معروفها، تعلمت ونلت شهادة ثم توظفت  ، لكن  غادرت الوظيفة بعد ان توفيت السيدة وتركت في اسمي  ثروة  هي  مصدر  تجارتي اليوم..

بلاعقل  تسمعه، حتى أنها لم تنتبه لكثير مما حكاه ،عقلها مع  الواو، ماذابعدها ؟ فهي الى اليوم لازالت تحس بركلات أخيها على جنبها وبقبضته  القوية على كتفيها، الآن تضيف إلى ذلك وسواسا يعبث بصدرها.

ماذا لم تعرفه عن أمها، عن ابيها ، عن أخيها، عن سلوكات كانت تحيرها وتأخذ براحتها النفسية الموثقة  مع الفقر والجوع وبؤس الحياة وشقائها

ــ   احك ، أريد أن اعرف كل الحقيقة..

يربت على  يدها :

ــ  لا يهمك انسي، أنت معي الآن وسأحاول أن أدبر لك وثائق تجعلك معي  في واضحة النهار تحت حماية  الشرع و القانون ..

تسل يدها من بين يديه :

ــ معناه تدعوني الى العودة لأخي، تعودت حياته، لا بأس ..ذاك قدري ومنه لن أنفلت !! ..تتحرك دمعات في محاجرها، يضع يده على فمها:

ـ لا لن تعودي  ،لكن عديني  انك لن تغضبي لما سأقول ..

تضحك من بين دموعها :

ــ أغضب !! .. على ماذا؟  وهل ما ستقوله  أفظع مما عشته من فقر وجوع والم وكراهية وحقد ؟ قل ،قل ،بربك اذا كنت تنوي ان ارتاح بوجودي معك.

يشعل سيجارة ،ياخذ نفسا عميقا ، يتنهد بعمق ثم يقول :

ـ هو ليس أخوك، هو طفل وجده من كنت تتوهمينه أباك. في صندوق قمامة  ملفوفا  في خرق، وحيث لم يكن  يستطيع انجابا مع امرأة قبل أمك  كانت تُمارس التسول والدعارة ،فقد ربياه دون إشعار السلطات بذلك..وأخوك كان يعرف الحكاية وهو ما كان يؤرقه ويعذبه  وقد تضاعف  عذابه  يوم ماتت  المرأة التي ربته  رغم ما كان يكرهه فيها: التسول والدعارة ، أما أمك فلم تكن غير خادمة  في احد البيوت،  وقد أنجبتك سفاحا مع صاحب البيت  ثم مالبثت أن سممت ابنه بعد ان تنكر لفعلته..  فرت  وهي بك حامل الى بيت من كنت تتوهمينه أباً  والذي كان يصلها بقرابة، ربما أنت لا تعلمين ان الحي الذي تربيت فيه لم يكن غير بؤرة مجرمين  وفارين من العدالة، كل واحد منهم يتستر على غيره، لهذا فهو منسي من قبل كل السلطات، ويوم اقبل الدرك لأخذ أخيك بعد اتهامه بزنا المحارم معك، فذلك كان لغاية أخرى  وهي البحث عن مجرم قتل سيدة من علية القوم بعد ان  سرق بيتها ثم غاب ..وأخوك هو من اطلع الدرك على هذا التاريخ الأسود من حياة الكوخ ،بعد استنطاق عسير ..

يصمت قليلا ثم يضيف  :احد من تربوا معي في الملجأ هو من كان مكلفا باستنطاق اخيك ،وهو من خصني بهذا السر ولأجل ذلك بادرت اليك عازما على إنقادك..

يتنهد بغصة ثم يتابع: أنا نفسي  قد شربت من نفس كأسك ..

تتنفس حادة بعمق، وعلى غير ما كان ينتظره الغريب منها تقول  :

أنت أزحت عني هما كبيرا، أنت وضحت الكثير مما كانت تعكسه سلوكات  محيرة ،غامضة ، كنت لا اعرف لها سببا، ريحت نفسي لدرجة أني صرت أحس برغبة قوية Yلى النوم. هو ماضي حقير يلزم أن ابني عليه خرسانة اسمنتية وقناطر  الى حياة جديدة ، لم أسئ لاحد. أبدا في حياتي،المرة التي اسأت فيها الى نفسي كانت معك …

ما بلغته الان انك أتيت لتقطع امتداد الجذور الأولى  رغم الدفق الذي تم  تشكيله في أعماقنا وإن تباينت بصمات  التنشئة والتربية، كل والجناية التي سببت وجوده ..

يضمها اليه،يطبع قبلة على جبهتها:

كم من نواة لا تعرف لها اول  تربة ولا مسقى ،لكن عطاءها عليها شاهد هو ما يتذوقه الناس ويشهدون بمنافعها ،لنكن معا. تلك النواة

تأخذ يده بين يديها ،تقبلها ثم تقول  :

اريد أن انام  هل لك مكان ؟

بسرعة يرد : طبعا بيتك ،

تجفل! .. وهل ستعيدني الى الوكر القديم ؟

يضحك:لا ابدا اليه لن تعودي، سأطير بك من كل ظلام الليالي الماضية ، الى صفاء الأحلام  الى  بيتنا الجديد؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى