سينتهي العالم يا حبيبي
ياسمين كنعان
سينتهي العالم يا حبيبي..تقول في سرك “يالك من امرأة سوداوية..!” وأُمازحك” ماذا لو لم أكن كذلك؛ أقصد لو كانت أفكاري ذات صبغة بيضاء؛ هل ستنعتني بامرأة بيضاوية أو ذات فكر أبيض..؟!”
سينتهي العالم يا حبيبي وننتهي معه غريبين على حافة عالم يحترق؛ سننتهي لأن النهاية حتمية، وخاتمة البدايات النهاية، سننتهي كما تنتهي القصص عادة بأن تُطوى الصفحة الأخيرة مع كثير من الندم والأسف..!
في زمن الفراق والخراب والبعد لن يكون ثمة وداع؛ لن تمد كفك من نهايات العالم ولن أمد كفي من شطآن متوسطه..لن تلامس أصابعي أطراف أصابعك؛ لا ولن نحظى بنظرات تتلاقى أو تتعانق، أو تتعاتب؛ ليس إلا الموت الصامت، والرحيل الصامت، والانسحاب من المشهد بظلال منحنية على ذاتها؛ ليس للكلام من ضرورة في لحظة انفصال الروح عن الجسد.. ليس إلا حشرجة الموت..هكذا ينتهي الغرباء يا حبيبي بموت صامت..!
سينتهي العالم..يفنى الأخيار والأشرار على حد سواء؛ لا وقت للعتاب أو تصفية الحسابات؛ حتى لو كان ثمة وقت مقتطع من الوقت الفاني؛ فلن أعاتب ولن أعتب عليك، ولن أُعلّق جرس الخيبات-خيباتي في عنق أحد؛ لا وقت لأجادل الظالم، أو أمنح الطيب قبلة على الكف أو الجبين..!
سينتهي هذا العالم الذي أمعنا في خرابه؛ أديم الأرض ما عاد يحتمل ثقل خطواتنا وخطاينا..حتى السماء اكفهر وجهها واسودَّ لشدة ما نزفنا من أحقاد وسفكنا من دماء..!
سينتهي منا نحن ورثة الخراب وشياطين الحروب ووقودها..سيُهلكنا كما أهلكناه من قبل؛ وفي لحظة الفناء والتلاشي سنتذكر حقيقة واحدة؛ نحن من هدم الكون..نحن من أهلك الحرث والزرع وعاث في الأرض فسادا، نحن من طمسنا الحب والرحمة.. وكما كانت الحياة استحقاقا فإن الهلاك كذلك..!