من سمائل الفيحاء الى دمشق الفيحاء
هلال السيابي | شاعر عماني ودبلوماسي سابق
على شموسك إصباحي وإمسائي
فكيف لا تسحر السمار أضوائي
✳️✳️✳️
وكيف لا تبهر الأيام قافيتي
ومن أشعة ما أوحيت غيحائي
✳️✳️✳️
على لياليك قد ضفرت أشرعتي
ومن نهارك قد لونت أشيائي
✳️✳️✳️
ومنك صغت تواقيعي وأسئلتي
وأمنياتي وراياتي وأنوائي
✳️✳️✳️
وفيك عايشت تاريخا بأكمله
وفيك جلت مع الأسماء أسمائي!
✳️✳️✳️
وفيك صغت الهوى حتى دعيت به
ما كل هاوي إلبنا يوما ببناء!
✳️✳️✳️
فأنت علمتني أن الهوى سمة
للأكرمين وليست عرض إغراء
✳️✳️✳️
وإنه لغة الأوطان صرختها
يوم التنادي بحب غير خطاء
✳️✳️✳️
أجل علقت الهوى من ساحتيك سنا
حتى تسامت على الأتراب أصدائي
✳️✳️✳️
جررت فيك على حكم الهوى رسني
فيحاء حتى فرعت اليوم أكفائي
✳️✳️✳️
الله فيحاء كم لي من منورة
عاشت هواك بإصباح وإمساء
✳️✳️✳️
عايشت تلك الدراري فيك ساطعة.
وهل بأفقك نجم غير وضاء!
✳️✳️✳️
سامرتهم وسمير الشهب مؤتلق
من الضياء فأين المبصر الرائي!
✳️✳️✳️
أشدو بريٌاك مسكونا به ثملا
يا من رأى ثملا من دون صهباء!
✳️✳️✳️
وبت منك ولي قلب أصرفه
على رياضك موارا بأنبائي
✳️✳️✳️
سال النضار على واديك وانتثرت
عقوده زهوَ إجلال وإعلاء
✳️✳️✳️
تبارك الله ما أعلى جلالك يا
فيحاء يا صنع كف غير شلاٌء
✳️✳️✳️
ويا لباة بها التاريخ في بلج
من التجلي لأمجاد وآلاء
✳️✳️✳️
سعيت للمصطفى في يثرب قدما
لله من سعي شماء لشماء!
✳️✳️✳️
رأيت طيبة بالأنوار ساطعة
فبت منها بأنوار ولألاء
✳️✳️✳️
ولاح وجهك وضاءا بغرتها
كأنه ليس من ترب ومن ماء
✳️✳️✳️
فيحاء لم أغترب يوما لمطلب
لكن صدى المجد دوٌى بين أحشائي
✳️✳️✳️
فبنت عنك رسولا للعلى ويدا
أروي حديثك عن ماض الأجلاء
✳️✳️✳️
ميمما لديار العرب متكاء
على جلالك من رأي ومن راء
✳️✳️✳️
تساءلوا بي وقالوا إن طلعته
تشير عن قمر للعرب وضاء
✳️✳️✳️
لعلٌ من مضر الحمراء محتده
أو آل قحطاننا الغر الألباء
✳️✳️✳️
حتى دروا بي عماني النجار فما
قالوا سوى كل تكريم وإطراء
✳️✳️✳️
تحلقوا بي وقالوا: أنت من بلد
به “المهلب” جلى كل ظلماء
✳️✳️✳️
أتى إلينا بركب من قساورة
فقلت: أولئكم ياقوم آبائي
✳️✳️✳️
وما حللت بعلياء مشرفة
إلا وكنت لعمر الله عليائي
✳️✳️✳️
عرفت جل ديار العرب في سفري
أو في السفارات لا ألوي لأرزاء
✳️✳️✳️
وطفت بين ربوع الضاد في ألق
ومضا سرى بشعاع الحاء والباء
✳️✳️✳️
حتى حللت ربوع الشام منشرحا
أسائل الشام عن ماضي الأعزاء
✳️✳️✳️
حملت روحك في روحي وقلت لهم
كمثل فيحائكم في الحسن فيحائي
✳️✳️✳️
فأوسعوا لي من عالي محافلكم
فما أنا بغريب الدار أو ناء
✳️✳️✳️
بني الشآم سلاما عاطرا نضرا
كمثل أخلاقكم في كل شهباء
✳️✳️✳️
ما بالكم قد نسيتم عهد مجدكم
وهو المضيء السنا من عهد حواء
✳️✳️✳️
سللتموها سيوفا لا خلاق لها
ولا شمائل آباء وأبناء
✳️✳️✳️
ولم تراعوا حقوق الله في بلد
ولا حقوقا لأهل أو أخلاء
✳️✳️✳️
دمرتم بلدا زان الزمان به
وكان عَمريَ في علياء قعساء
✳️✳️✳️
ما بالكم ولأنتم خير من حملت
به النساء غدوتم شر أعداء
✳️✳️✳️
نسيتم العهد بالفيحاء مؤتلقا
بال جفنة والشم الأشداء
✳️✳️✳️
وآل مروان والدنيا بقبضتهم
والأرض منهم بإجلال وإجلاء
✳️✳️✳️
راياتهم بتخوم الأرض زاحفة
وبيضهم شرع في كل أرجاء
✳️✳️✳️
والكون يفرق منهم خائفا وجلا
أو آمنا بذرىً في الدين شماء
✳️✳️✳️
بالأمس دوخت الدنيا كتائبهم
واليوم أنتم بقايا بعض أشلاء
✳️✳️✳️
أثرتموها على الأهلين دامية
شعواء رقطاء تأوي كل رقطاء
✳️✳️✳️
ولم تبالوا بإخوان ولا وطن
ولا سناء ولا مجد وعلياء
✳️✳️✳️
ولا رعيتم مواثيقا مؤكدة
ولا عهودا لهند أو لأسماء
✳️✳️✳️
بكت خناس على صخر مولهة
واليوم تبكي عليكم كل خنساء
✳️✳️✳️
هدمتم كل شيء في تقاتلكم
الله هل بعد من عهد لبناء!
24 صفر 1437
7 ديسمبر2015