تجاعيد الماء .. نصوص أزرعها في أرض الحب (1)

 

سوسن صالحة أحمد | شاعرة سورية

ما بحثتُ عنك إلا حين وجدتك!

لكن هل حقا وجدتك مادة ملموسة روحها بكل حواسي؟!

ما بين الحقيقة والخيال، ما بين الواقع والحلم، ما زالا يبحثان عن بعضهما، وما بين الإيجاد المتدرج الحضور الواعي وغيابه ذات صحو لا يساوي المعرفة، وبين ضياع الحلم المنقوش على وريقات الروح وشتاتها في تعب القلب العاشق، تفتش عن صورة مخيالها واكتمال لوحتها الداخلية.

في النقطة الفاصلة بين هذا وذاك جدارُ من واقع ليس حلما وليس حقيقة، ما بين بين، مفاده الضياع في الجهات والتعثر في الاتجاهات، مفاده الآخر والأهم نكران الذات لذاتها وإشاحة الوجه عن كنهها وكونها لفروض لا توافق طبيعتها فتربكها وتربك معيار الصدق مع تكوينها الأول خارجا عن التجنيس، خارجا عن الفروض والواجبات حيث هي قبل أن تكون تراباً وماء، مما قد يؤدي بها أحيانا إلى فقد معيارها الذاتي وميزان قيمتها وقيمها متذبذبة بين عودة ومضي، بين رواح وغدو، يرهقها فما تدري أي الطريق عليها أن تنفض غباره وأي الطريق لقدمي روحها وجنوبها تُبقي، فتضيع المجتمعات في هذا الضياع المركب ابتداء من اثنين، مارين بعلائق علاقتهما إلى ما يكونان كمكون أول للمجتمعات والتي تضيع بضياع مكوناتها وأهمها الأسرة المبتدئة بهذين الاثنين.

تجاعيد الماء.. ومضات تحمل نكهة الأقصوصة في محاولة لهدم هذا الجدار وبناء حقيقة مغيبة قصرا، كتبتها بنكهة أنثى تحيزا لأني أنثى ولأن الأنثى في مجتمعاتنا هي المتضرر الأكبر من هذا الغياب، ولأن مجتمعاتنا تميل بهذا الجدار عليها أكثر، رغم أن الضرر على كليهما أنثى وذكر بكافة مراحلهما العمرية، غير أن ذكورة مجتمعاتنا تخفف عن الذكور فيه بما تعطيه لهم من ميزات توارثوها ففتحت لهم أفق حلول قد تكون غير مشروعة إنسانيا، لكنهم شرعوها اجتماعيا، فما عاد يشعر بالقهر الذي أصابه نتيجة هذا الضرر الذي ربما لاينتبه إليه ولو انتبه فعنده بعض العوض رغم كذب العوض، ورغم كذب العوض ولقلة الخلاص أصبحت أيضا الإناث تأخذ بما هو غير مشرع إنسانيا لتجد لها متنفسا ولو كان وهماً تبني به سعادة متخيلة.

تجاعيد الماء.. نصوص أزرعها في أرض الحب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى