آهِنا حينَ صارتْ نشيدًا
سائد اأبو عبيد | فلسطين
أَقولُ على أيِّ نزفٍ أَفيقُ؟
على حُرقةِ القلبِ..
إِنْ قابلتْ طفلَها خلفَ قضبانِهم يا صديقُ؟
أأصحو على حبسِ مصباحِنا في يدٍ تبطشُ الآنَ فينا؟
على شَغَفٍ للوجوهِ التي أَتعبتْها الطَّريقُ؟
على آهِنا حينَ صارتْ نشيدًا
وظلَّتْ على جرحِ نازفةٍ في بلادي بما لا تطيقُ!
بنا معصمُ النَّرجسِ المنتشي بالفواحِ
ومِنَّا يَفزُّ الحريقُ
ويسألُني قاتلي كيفَ تحيا وسبعونَ هدمٍ عليكَ!
وما ظلَّ بيتٌ على حالِهِ أَو حديقَةْ
فقلتُ انتصرتَ على جُثَّتي
وارتفعتَ على شُرفتي
وانشغلتَ بمحويَ سبعينَ عامًا
فقابلتَني فوقَ كلِّ الفوانيسِ ضوءًا
على كلِّ ناقوسةٍ ثورةً تستعيدُ الحياةَ
فقامَ على جثتي وِرْدُ أُمي
وَ ورْدُ الحبيبةِ
والهمسُ في شوقِها
والرحيقُ
أقولُ اتَّبعتُ النبيينَ في حُبِّ أَرضي
وسابقَني للصَّلاةِ دَمي والهويةُ
وانتصَبتْ في الفؤادِ العُروقُ
يواعِدُكَ الانهِزامُ غدًا قاتلي
وما الفجرُ إلا لنا والبُروقُ
فشاغفْ مَرايا البلادِ صديقي
ودُسْ ليلَهمْ وجهَهُمْ قيدَهُمْ
سوفَ يلكأُنا الفجرُ مِنْ غيرِ محتلِّنا
والنَّهارُ الشَّهيدُ يفيقُ