نبيذُ القوافي
د. ناهد بدران | شاعرة سورية تقيم في لندن
بردٌ و قيظُكَ في الرّمضاءِ أعياني |
تمشي الهوينا على شفيفِ أجفاني |
|
السّيفُ يجثو على أوتارِ أغنيتي |
و النّصلُ قدْ غلَّ في عميقِ شرياني |
|
يشدو حزيناً “كنارٌ” في فيافينا |
قدْ أظلمَ الصّبحُ في “نوّارِ” بستاني |
|
و اليأسُ يطرقُ في “سندانِ” قافيتي |
و الضّادُ ثكلى على مياسمِ القاني |
|
بردُ الضّلوعِ غدا فجراً بلا نورٍ |
يُهدي الضّحى موتاً بدونِ أكفانِ |
|
عمياءُ شوقٍ غزتْ ذكراهُ مركِبها |
يدنو ضفافاً ليشكو بين خلجاني |
|
من علّمَ الحرفَ أن يهمي كما ودقٍ |
يلاقحُ النّورَ في جذعي و أغصاني |
|
من ألهمَ الوردَ كي يزدانَ في عطرٍ |
يقصي ظلاماً سعى يكبو بألواني |
|
من ألهبَ الشّوقَ في شريانِ محبرتي |
أيا نبيذَ القوافي كأسكَ الجاني! |