الغربة لا تصاحب العابرين

رشيدة المراسي | تونس

لا تكرّر على مسامعي مرة أخرى

هل تريدني معك؟

أم أخرج عن طور حياتك؟

تلك الأسئلة الروتينية التي يدلقها دلو آسن

ما عادت تعيد الاعتبار للمنابع المتفجرة من بين ركام السنين

الغريب لا يسأل الغرباء

والغربة لا تصاحب العابرين

إنها دائمة البحث عن كائنات من نفس فصيلتها

كائنات تشعّ بالنور وسط العتمة

تتّقد بلا إذن من أعواد الثقاب

تطبخ القدور الخاوية

لتطعم جياع الأرض من حقول السماء الواسعة

الساعة الثانية صباحا بعد منتصف النوم

غفوت لأستيقظ بعد ساعة على صوت

يناديني من منتصف الطريق

صوت واثق من إجابتي، فاستيقظت

مازال في هذا العالم من يؤمن بخصالنا الحميدة

الصوت يعرفني ولا أعرفه

غير أنني قد قرأت الرسالة بوضوح

وقد أيقنت هذه الليلة أن هناك في البعيد من يثق بنا

فلماذا كل هذه الأسئلة

الأسئلة الوحيدة التي لا تعرف لها أجوبة تخيفني

فكلما قابلت سؤالا جديدا

شعرت بغربة أكبر

ها أني أستذكر أسئلتك

ووجدتني أكتب ردّا

هو من طلب مني أن أكتبه

الساعة الثانية بعد منتصف النوم

قبل الفجر

أو بعده قليلا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى