الصوت.. والطائر الفارس!
دكتور / محمد صلاح حجازي
(1)
أتشرَّبُ صوتَكِ ..
يا شهرذاد القرن العشرين ..
في صمتٍ ..
أحتسي في المساءِ حكاياتٍ..
قد أتعبها الليلُ ..
أتعبها ملكوتُ الرغبةِ الأبديةِ
أتعبها ترْحالُ المواسمِ …
أرقَّها ملكوتُ الشوقِ المعاندِ ..
والفارسِ الغائبِ …
الهاربِ – الأن – من ساحاتِ الوجدِ..
(2)
وفي صمتٍ أتشرَّبُ صوتَكِ
يا شهرذادْ ..
حين يجيءُ يباغتني ..
يتسلَّقُ جدرانَ القلبِ المأفونِ …
ويطَّايرُ – الأن – في أبهاءِ الروحِ..
يملؤني عبقًا …/ سحرًا …../ …../ …./ …
أتراقصُ …
تحت المطرِ الساقطِ …
من أصداءِ الصوتِ..
يتيهُ الصوتْ..
يتكثَّفُ فوق مرايا التذكرِ …
ثم يطيرُ وحيدًا ..
يسبحُ في ساحاتِ المدى السفلي
يرتدي أثوابَ الصمتِ …. /….
الفقدِ …../…..
ويغرقُ حين تحاصره الريحُ ….
حين يحاصره الليلُ …………..
يسقط أشلاءً…
أ
ش
ل
ا
ءْ
فترفرفُ أجنحةُ النارِ …
سابحةً في دمي …
(3)
يتدلَّى من سقفِ القلبِ …
الطائرُ المطعونُ ..
يفترشُ الأرضَ ….
دمعًا …/ قيحًا ……/…./….
ويمارسُ وحده كلَّ طقوسِ العزلةِ…../
والزعرِ …../….
يسجدُ للصنم الجاثمِ – الأن –
فوق الصدرْ
فهل يعطيه كسرةَ خبزْ ….؟؟!!
…………………………
(4)
شذراتٌ من ضوءٍ….
تتناثرُ في أبهاءِ الغرفةِ ….
أسمعُ صوتَكِ يأتيني …
فأراني أسبحُ في ملكوتِ الرغبةِ الأبديةِ…..
أرقصُ …
تحت المطرِ الساقطِ …
من أصداءِ الصوتِ
يغسلني من أدرانِ الغربةِ…
ثم يلبسني أثوابَ الفارسِ ..
يمنحني شدوَ الطائرِ ..
حين يأتي ممتشقًا
رغيفًا من خبزْ.!!