أدب

يمّا.. التي لا تُنسى

بقلم: عبدالسلام عطاري

يمّا، يمّاااا شو طابخة، كان هذا النداء اليوميّ قبل أن أصلَ إلى بيتنا، ما بين صوتي وأمي؛ كانت البيادر باتساع ذاكرتها، بخضرة العشب في آذار، برائحة تعبنا، تعب الصغار، الصغار يحنون إلى حضن الأمهات كلما كبروا، ما بين أمي وصوتي، ذاكرتي الخضراء، الذاكرة التي لا تفصلني عنها كلما ناديت وأصرخ من البعيد، وأنا أركض كي أحطّ شنطة المدرسةِ أو ما يُشبه الحقيبة، على أقرب حافة للمِصْطبةٍ، المصطبة الناعمة كخدها حين يشفق على وجهي ويلامسه، ولكنها روح الطفل الشقي، أصنع حربًا فيها معركتي الصغيرة الخاسرة بسبب َطبخةٍ لم تُرقْ لي في حينها. وما كان لم يرق، صار مذاقي المأمول، وصار شوقي لصوتها “مع العافية كل شي طيب يمّا، كله مليح يمّا”.
ياااه، كم أشتاق لهذا النِّداء يا آمنة، كم أشتاق أن أنادي يمّا…يمّا شو طابخة!!.
يا آذار الأمهات كم تتعبنا نحن الجوعى لهذا النداء.أحبكِ ورحمة الله تعالى عليك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى