التاجر يتحكم في الموقف
زيد الطهراوي | الأردن
تسألني يا صاحبي سؤالك الأبدي:
لماذا يشمئز الناس من يدي الفارغة و كأنني أذنبت ذنباً لا يغتفر مع أنني لم أهتم في حياتي كلها بالمال أو المنصب
فكل ما أريده عيشة كفاف تسترني و تلم شملي
و أنا أستمع كلامك بلا استغراب فهذا هو واقع النفوس التي شقيت بنظرة عيونها الجشعة
لو كنت تاجراً يا صاحبي لمالت إليك الورود في جبالها
و العصافير في زرقائها و النوافير في جناتها
فالتاجر يتحكم في الموقف
و لكن من يضمن لي أنك إذا صرت تاجراً لا ترفع ثمن السلعة على طلابها
و لا تحتكر في مخازنك على الناس غذاءها و لا تشمئز من أيديهم النظيفة العفيفة كما يشمئز الناس اليوم من يدك الفارغة
من يضمن لي أنك إذا أصبحت ذا منصب لا تغتر بمنصبك فتتكبر على البسطاء و تغلق بابك و قلبك عنهم
فلتستمر على ما أنت عليه
فأنت جذر ينبت في أرض بيضاء
لا سلطة لك لا منصب لا أرصدة في البنك
و تتفقد أوجاع الناس بقلبك كطبيب يمتلئ قناعة