نبضات في طريق السالكين…

د. محمد السيد السّكي كاتب وروائي واستشاري تحاليل طبية – مصر

أشعة فلسفية وامتحان الحياة الأكبر!

إن الله المحب الودود دائم الوصال بخلقه، فهو دائماً يحدثك ويرسل إليك رسائلَ فى العلن والخفاء، فكن دائما لله مستمعا ً ومحدثاً، وكن واعياً ولا تفسد مستقبلاتك.
إن كل نفس خلقها الله هى وسيلة لمعرفة ذاته المقدسة بتفرد لا تحققه نفس غيرها  فإن الله القدوس يتجلى بصفاته فيك بتفرد وإن له طرائق ونسائم ونفحات بعدد أنفس الخلائق ..
إن نفسك تحقق مفاهيم عن الله لا تحققها غيرها، ولقد شدد الله على حرمة هدم بنيانه لعظم مراده من نفسك المتفردة.
وكلما مرت الأزمنة وتراكمت المعارف وتفاعلت الخلائق كلما تكونت مقاربة نحو فهم الذات العليا المقدسة؛ ورحم الله ابن خلدون القائل: “إن المتأخرين خير من أسلافهم المتقدمين من ممتهني المهنة الواحدة إذا تساوت الهمة والقدرات العقلية”,
إن الموت حق وإنه ليطرق في كل لحظة بغير أذن أبوابنا؛ وليس بالضرورة أن من يدركه الموت قد أنهى أجوبته فى ورقة إجابته مبكراً وأجاب على أسئلته، فالموت يزور الأطفال والرضع والأجنة. إنما يأتي الموت لمن انقطع ارتباط أسئلته بغيره، ومن هنا كان البر وصلة الرحم والصدقة مُطفأة لغضب الرب وبسطاً للعمر والله يقبض ويبسط ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ..
الحياه ما هى إلا ورقة إجابة لأسئلة ربانية، وعند انتقالك من سؤال لآخر فإنك تتعلم أو لا تتعلم معلومة تعينك على السؤال الآخر. ولذا كلما تقدمت فى العمر كان من المفترض أن تجيب بسهولة. ولكنه أيضأ من المفترض منطقياً التدرج في صعوبة الأسئلة، كما أن من يجيب سؤالا فلابد أن يكون سؤاله المقبل أصعب..
والفارق بين امتحان الحياة الأكبر وماسواه من امتحانات نخوضها في مراحلنا الدراسية يتمثل في أن امتحاناتنا الدراسية قبل دخولها فإننا نذاكر مادة معلومة تعيننا على الإجابة، لكن؛ امتحان تجربة حياتنا نتعلم من أسئلته ما يعيننا على السؤال الآخر حتى يحين الأجل..
ولما كان جوهر الأسئلة يدور حول الإيمان بما لاترى أو بما لاتستطيع التيقن المستنير منه، فإن النجاة هي في الحب، وهي فى الصبر، وهي فى الرضا، وهي في العطاء، وهي في التسامح والتغادي والإحسان ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى