أنا كوزيت..!
ياسمين كنعان
وتسألني “لم كوزيت تحديدا؟!”وأقول لك على المأساة أن تكون ذات اسم ودلالة؛ قد أكون كوزيت أو شجن أو جبينة أو…أو أي اسم آخر معرف بالحزن أو منكر به..من يبالي لو كنت واحدة مفردة أو كل مجتمع..ما الفرق..؟!
الحياة مذبح كبير وعلى امرأة تختارها الأقدار أو يقودها حظها العاثر أو تمشي هي إلى حتفها بخطى ثابت..على امرأة ما أن تكون القربان؛ من قال إن زمان القرابين انتهى..!وتسألني لم علي أن أكون كوزيت؟! وأقول لك كي أعري مجتمعك المتعفن وأتعرى لترى أثر أنياب الزمان على جسدي؛ ليس جسدي المفرد بل جسد الكل ممن وقعن فريسة لوحوش لا ترحم..!
وتستنكر علي قولي وأقول لك أنت من يصر على إغماض عينيه كي لا يرى..! عدالتكم عمياء وحقيقتكم لا تبصر..!
من الذي خلق كوزيت، وأي رحم أنجب شجن وأي لعنة لاحقت جبينة..أترك الإجابة لك، ولن أدخل معك في أي “جدل بيزنطي”..!
لكل مأساة خالق، ووراء كل وجه ممتقع بالحزن جلاد، وخلف كل نظرة تائهة معذب..تلك حقائق لايمكن انكارها..انكار الشيء لا يعني عدم وجوده، العكس صحيح تماما؛ الإمعان في التنكر لشيء ما يعني التستر عليه ومحاولة اخفاءه بقوة..! نحن مرضى بالإيهام والتوهم وتلك حقيقة أخرى لو شئت..!
كوزيت، شجن، جبينة…هل هو فصام أو تعدد شخصيات أو تعدد حكايات أو تعدد مآسي..لا أعرف..!
تستطيع امرأة؛ أي امرأة عاشت تفاصيل الوجع أن تكتب رواية كاملة مكتملة الفصول عن ظلمكم وعتمتكم الشاسعة، ولكن لم قد تفعل..أقصد لم قد تلجأ إلى الورق كملجأ أخير..إن من أكمل دورة الحزن وأنهى كل فصول المأساة لن يكترث لسرد تفاصيل وجعه..كيف يمكن أن نحمل الكلمات كل ما لا تحتمله..ثم ما الجدوى من كل ذلك..! لو كنت أنا تلك المرأة التي تجسد المأساة سأختار الاسم الأول أو أنهي حياتي صامتة على الصليب..!