نيسانُ الفلسطينيُّ
عبد السلام العطاري
في نيسانَ يجيءُ الرعدُ من المرجِ، يشعلُ ضوءَ البرقِ في البلادِ، ويتوضأُ من بحرِنا المأسورِ؛ يُقَبِّلُ الأرضَ بسجدةِ حبٍّ ويصعدُ السماءَ.
في نيسانَ ولدتِ الأرضُ ثورةً، وغرستْ جذرَ الحياةِ؛ فاستقامتِ الحياةُ للحياةِ، وشدَّت خاصرتَها بالفكرةِ، والفكرةُ صارت قصيدة الفلسطينيِّ، وقصصِ الذي رسمَ على جدارِ الخيمةِ حَيْفَا، وجمعَ من غبارِ “القسطلِ” رملَ الساعةِ، وأعطى لجفرا موعدًا لن يخلفَه أبدًا.
في نيسان الفلسطينيِّ يزهرُ الرمانُ، ويشتدُ عودُ الزعترِ والكنعانياتُ يفردنَ الأرضَ طراحةً للبقاءِ، ويعلو صوتُ النشيدِ بينَ تهليلةِ ميلادٍ وزغرودةِ الموتِ، ويظلُّ البطلُ يسرجُ خيلَ المروجِ ويشدُّ الركابَ ويرخي للريحِ اللجامَ.