سياسة

لعنة الدماء الذكية قاتلة!

لعنة الدماء الذكية قاتلة!
د. أحمد الطباخ
مخطيء وواهم من يظن أن الأمر سيمر دون عقاب إلهي لمن ارتكب تلك الحماقات الجنونية ، فالله لهم بالمرصاد ، ولن تقوم لهم قائمة مهما جمعوا وتحالفوا وساندهم الظالمون الذين سكتوا ورضوا بما يحدث ، فالتاريخ فيه الكثير من الوقائع التي وقعت ، وسالت فيها دماء ذكية فما قر لهم قرار ، ولا غمض لهم جفن ، ولا استقر لهم حكم ، وما ملكوا وهنأوا بملكهم ، وإنما لاحقتهم اللعنات وعاشوا في النكبات واقتص منهم من لا يغفل ، ولا ينام.
ما يحدث من المغضوب عليهم ضد الأبرياء في الأرض التي باركها الله وما حولها سيكون أمره عجبا ، وسيزلزل الله الأرض من تحت أقدامهم ، وسيشتت الله جمعهم ، ولن يحقق الله لهم غاية ، وإنما سيجعلهم عبرة وآية وما ذلك على الله ببعيد وإن غدا لناظره قريب مهما تظاهروا بالثبات وبالفخر بأنهم قتلوا ومروا فلعنة الدماء الذكية من الأطفال الأبرياء ستلاحقهم في كل وقت مكان وستقلق منامهم وتخرس لسانهم وتشوه صورهم وتخرب بيوتهم وتقلل قيمتهم وتسقط هيبتهم أمام نسائهم وبناتهم وتجعلهم يفقدون الثقة بالنفس.
وسيهزم جمعهم وتضيع هيبتهم وتتلوث أيديهم وتذهب عقولهم وتنزوي صفحاتهم وتطوى سيرهم وتزول دولتهم فالأمر هذه المرة جلل والخطب عظيم والثمن ليس بالقليل ويكفي أن يقول الكبير والصغير من المظاليم من أهل العزة حسبنا الله ونعم الوكيل هو نعم المولى ونعم النصير ولكن لكل شيء ميقات وله ميعاد عند رب العباد الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء فالله عز وجل المنتقم الجبار الذي لا يعجزه شيء في الأرض والسماء ومهما تمادى الظالم في ظلمه لن ينتهي إلا بعقاب إلهي يشفي صدور قوم سفكت دماء أبنائهم ولنا في قصة فرعون عبرة وعظة.
إن دموع الثكالى من النساء وبكاء الآباء والأمهات على أبنائهم لن تمر ولن يجني الجاني سوى المر والعلقم وستكون نهايته الزوال والضياع بعد إحساسه بنشوة النصر المزعوم فها هي مجندة قتلت طفلا من أطفال العزة تقول أنها تطاردها روح ذلك الطفل وتغسل يدها كل يوم ولكن ما زالت الدماء تلطخ يدها فهي في رعب وفزع مما اقترفت يداها إذ تطاردها لعنة تلك الدماء الذكية التي روت تراب هذه الأرض التي باركها الله بدماء الصالحين على مدى تاريخ خلا فليست هذه الدماء هي الوحيدة التي وقعت ولكنها حلقة من حلقات عديدة وأزمنة مديدة والدماء تترى وتتابع لتلهب مشاعر واحاسيس رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى