أدب

تستغربني العتمة

بقلم: صالحة خليفة

تستغربني العتمة
تحثني لألملم أجزائي المبعثرة
وأخرج من تحت الأنقاض
وعليَّ أن أخرج

تستغربني العتمة
ترتسم على وجهها الحيرة
كيف لي أن أكون هنا
من بين ركام الأبنية
وأسقفتها المتهدمة
وأعمدتها التي ما زالت صامدة
وظلمة نهار طويل
تسلب منا ضياء أرواحنا
وترسم العتمة في عيوننا
تأد أحلام طفولتنا
توصد الأبواب أمامنا
وتبقينا رهن الأفواه الجوعى

تستغربني العتمة هنا
أمد أطراف يدي المتقطعة
أبحث عن طرف خيطٍ ينتشلني
عن مواء قطة تُأزرني
وربما فأر صغير يهزني
أيّ شيء أدرك به الحياة

تستغربني العتمة
كم من الوقت تبقى لي
وطوق النجاة ألن يأتي بعد
وينتشلني من بين الركام
ويسير بي إلى السموات العلا
كي لا أبقى هنا
طوق النجاة
سبل الحياة مسلوبة
وما عاد بها ما يبقيني هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى