أنا يمني
خولة علي
لا أحد يعي معْنى أنْ تكون يمنيًا خالصًا، ممزوجًا بحضارات عريقة، لتُصبح الآن يمنيًا مُعاصرًا لحضارةٍ ملعونة ومنخرطًا بنظامٍ فاسد.
هرطقات الحُكَّام في بلدي سلبت منَّا أبسط حق في الإنتماء إلى قطعة جغرافيا.
اسمًا وشكلًا أنا يمني، لكن في الحقوق والمساواة أنا لا مكانة لي مطلقًا.
لا أملك من الحقوق في وطني سوى حق الموت، ولا أملك من المساواة سوى مساواتي بالعبيد.
أركع وأخضع مرغمًا ومكبلًا فهُنَا لن تمتد لي الأيدي لتنقذني، بل ستُغرقُني في فوهة بركان.
أنا يمني
أعزل السلاح، لا أملكُ من مقومات الحياة ما يُعينُنِي على البقاء، تتلمذتُ على أيدي العناء طويلًا ومازلت.
أنا يمني
يلتهمُني فقرٌ مُدقع، ويشويني كما تشوى الجراد.
انا المكلوم المسلوب حُريته، أنا الذي برزتْ له الدنيا بحكامها الطغاة، وأردته قتيلًا يُصارع الشقاء.
أدركتُ مؤخرًا أنَّ كُلِّ الإنتماءات في وطني كاذبة، فكيف ينتمي من لا انتماءات له؟
أتساءل بنبرة صوتٍ يملؤها الحيرة
متى تنتهي المأساة يا وطني؟!
يبدو أن الأوجاع مستمرة تقتات من بقايا الأمل.
لن تنتهي المسألة هُنَا، فالخصم الذي يولد عند النزال أهون من ذاك الخصم الذي يتستر تحت مسمى (الأمن في وطني).
ويحكم ستلعنكم الحضارات وسنلعنكم نحنُ إلى أن تقوم الساعة.