الحب الذي يجعلني أضحك

د. أحمدجمعة 

أحبك هذا الحب البرئ
الحب الطفولي،
الحب الذي يدفعني للبكاء حين
تفلتين يدي
ويغرق قلبي في تلك المسافة الهائلة
بين يدي ويدك،
الحب الذي يجعلني أضحك
حين تغمضين عينيك وتفتحينهما
بتلك الطريقة المرحة
وكأن نجما أفل ثم انفجر في وجهي
وحوّلني
لسحابة تطوف الكون
من السعادة،
الحب الذي تعزفينه لي بأناملك
على أوتار خدي
وتأخذين ملامحي بعينيك
لرقصة نادرة
على مسارح
الارتياح.

أحبك هذا الحب البدائي،
الحب المراهق،
الحب الذي يتبرعم مثل وردة بريّة
مثل صوت يخرج خشنا
وسط حدائق حنجرتي الخضراء،
الحب الذي يحوّلني لآلة تتعقّب تضاريس
ابتسامتك
الحب الذي ينبّهني لحقول القمح
في عينيك
ويوقع بعصافير جسدي الطرية
بين يدي فزّاعة اشتهائك،
الحب الذي يقودني خلفكِ مثل مُخبر
في الطرقات
لأنه لا بد وأن يعود بتقرير وافٍ كلّ ليلة
يقدّمه لخياله
مختوما بالآهات.

أحبك هذا الحب المصيري
الحب الذي يضرب قلب شاب مثل صاعقة
الحب الذي يكاد سنا برقه يذهب ببصره
فلا يرى إلاكِ،
الحب الذي يستوقد نار النضج في القلب
فيضيء كل ما حوله
بملامحك
ويذهب عنه الحزن
ويتركه في شغف لا يبصر سواه،
الحب الذي يدفع الحجر لقرار التشقق
فيتفجر منه النهر،
الحب الذي يوقظ الطفل داخلي
ويفجّر عينا في عيني
حين تفلتين يدي،
الحب الذي يصلب راحتي على جذع الوجع
فلا تسّاقط عليها السكينة
إلا حين يجري من تحتي إليكِ
صندوقٌ يحمل ظهري
في نهر للحليب
تملكه أنوثتك.

أحبك هذا الحب الذي بلغ أشده
واستوى،
الحب الذي جمّله الشيب،
الحب الذي يجعلني أعكف في محراب حنانك
وأسأل عينيكِ
أن يبلغاني مقام شكر
وجودكِ!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى