المبدعون العرب بين مطرقة أكاديميين من صانعي الرداءة ومطرقة إعلاميين نخاسين في سوق بيع الذمم
الشاعر صابر العبسي | تونس
من آن لآخر تظهر حملات تشويه لشخصيات عربية أدبية وإبداعية مرموقة، وهذا الخطاب المشبوه يتأتى من جماعات تعمل بكد كوكلاء سفارات أجنبية لتدمير كل منجزات الدولة الوطنية العربية وهم أغلبهم شذاذ آفاق يشتغلون وفق أجندات مشوبة بالريبة واللبس محجبة بيافطات شتى منها الحداثة والتنوير والعقلانية والحرية والديمقراطية وبدت الخطابات لهذه الجماعات تنشط بشكل مسعور محموم بعد ما يسمى بالربيع العربي وعلى نحو ميليشياوي داعشي هبت تنسف كل الرموز السياسية والثقافية والفكرية في البلاد العربية بدءا بتشويه محمود درويش ومرورا بالتشهير الذي طال سعدي يوسف وصولا بالتشكك في إبداع شاعرنا الكبير أمل دنقل… وأنا كشاعر تونسي من الجيل الجديد طالما حلمنا بالتغيير وطالما آمنا بتقدم هذه الأمة العربية عقلا وفكرا وثقافة أؤمن أن الفوضى العارمة شيء آخر ولا علاقة لها بالتثوير والتنوير والتغيير الذي لا يكون منبتا مسقطا عبر طائرات الناتو الرجيم ولا عبر ضرب كل مكامن قوة هذه الأمة بمحو رموزها … وبات الأمر مكشوفا من جماعات أدمنت التحذلق والزور والبهتان باسم العلمية وباسم الموضوعية وباسم مفاهيم ماتت عبرهم كلما تشدقوا بها ولعل ما ادعاه هذا الجامعي بالباطل إنما دليل آخر على أن الشاعر الفذ أمل دنقل يقض مضاجعهم وهو ينام في قبره مقهقها ساخرا من نوكى الجامعة أولئك الذين لا يكتسبون من الأدب إلا المهارة في تصنيع الرداءة والعمل على ترويجها بحرفية النخاسين في سوق بيع الذمم وقلة المعروف والمعرفة