صرخة الأقصى
أحمد بن هلال العبري | سلطنة عُمان
يا أُمَّةَ العُرْبِ بل يا أُمَّةَ الدينِ
بمِن ألوذُ جريحا في فلسطين
سيلُ الرصاصِ يشقُّ اليومَ أوردتي
أمامَ أعينِكم في أرضِ حطين
أما صلاحٌ يُلبِّي صرختي فبها
عزفُ الظلامِ على آهاتِ محزون
أما صلاحٌ وقد عاثَ التصهينُ في
مسرى النبي وهاموا كالمجانين
أما صلاحٌ لسيفِ النصرِ سجدتُه
وليس رقصا بمحرابِ الشياطين
مالي أراكم بكهفِ الذل عزتُكم
قد بلَّلت قبرَها دمعاتُ مسكين
مالي أراكم على الدنيا تكالبُكم
ونحن ما بين مقتولٍ ومسجون
مالي أراكم بثوب شلَّ نخوتكم
وفارقتكم عيانا عِزَّةُ الدين
طال الرقادُ فشُقِّي ثوبَ مهزلةٍ
قد خاطَه بالأسى أوباشُ صهيون
طال الرقادُ على مهدِ المَذلةِ في
وادي التفرقِ والأحقادُ ترديني
طال الرقادُ فهُبِّي في الدُّجى فبه
بدرُ ال (صلاحِ) على فجرٍ يُلاقيني
آنَ المخاضُ فلا خصمٌ سيمهلُنا
لحينِ نضجِ عناقيدٍ مع التين
آنَ المخاضُ لنصرِ اللهِ فلتثبي
فالنصرُ باللهِ بين الكافِ والنون
آن المخاضُ فشُدِّي السرجَ وامتشقي
سيفَ التوحدِ في أثوابِ عِرنين
دَعي الخلافَ على مالٍ وأوسمةٍ
فتربةُ القدسِ من أغلى النياشين
دَعي الخلافَ فسيفٌ منه ينحرُنا
ونحن نهذي بأنا أمةُ الدين
دَعي الخلافَ وسُلِّي سيفَ معتصمٍ
باللهِ يهوي على أبناءِ (شارون)
ففي بنيِك قلوبٌ كم يُفتتُها
قتلُ الرضيعِ وتعذيبُ المساجين
وفي بنيِك بتقوى اللهِ مرحمةٌ
تذوبُ حين ترى وجها على الهون
وفي بنيِك لنا الآمالُ قد بَرقَت
بعينِ طفلٍ يُناديها فيبكيني
هذا ندائي على أبوابِ اخوتِنا
بين الفيافي وقُربي ثوبُ تكفيني
فهل تسيلُ دماءُ الذُلِّ في بلدي
أم يهتفُ العُرْبُ أشعارا لتأبيني
أم أنها سُحبُ الآمالِ تُمطرنا
خيرَ الكلامِ على أنغامِ تلحين
تجرُّ ذيلَ الأسى فينا قوافلُكم
لو أنَّها بلغَت بوابةَ الصين
إنْ لم يُصافِحْ كميٌ سيفَ مؤتزرٍ
أكفانَ عزتِه بين البراكين
فترتمي القدسُ في أحضانِ نخوته
ويستقي الخصمُ مِنَّا حمأةَ الطين
فنحنُ شريانُ جالوتٍ وفي دَمِنا
ستصرخُ القدسُ (يا سَعدي بحطين)