المؤسسات الثقافية ومنابرها تخنق الإبداع
رحاب يوسف ! أديبة وتربوية
ألا تلاحظون معي أن المؤسسات الثقافية ومنابرها تخنق الإبداع والمواهب الحقيقية في سبيل تصدير أشباه كتّاب، وأشباه شعراء من زوجات، وأقارب، وأصدقاء، وجيران، إلخ… إلخ..إلخ؟ ثم يسرقون لهم نصوصنا نحن المبدعين، ويصنعون لهم هالة اسم مما لاشيء ،كما قال المثل:” نسمع جعجعة ولا نرى طحنا”.
وكم رأيت من أشخاص يعتلون المنصات الثقافية و لا يقدرون على صياغة جملة مفيدة ، يُقلّدون بنياشين الشهادات الفخرية والدكتوراه، و تفتح لهم المؤسسات الثقافية أبوابها، فيعتلون منابرها ومنصاتها .
إنه من الغباء تهميش المبدعين ؛ لأنه بكل بساطة
“فأما الزبد فيذهب جفاء ، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض” كما أن المُنجز الإبداعي الجيد كالوشم على المعصم، لا يمحوه الزمن، حتى لو لم يعتلي صاحبه منصات متخمة بكل الملوثات السمعية والبصرية ،كهؤلاء الذين يلتقطون صورا مع “المايك” والمعالي والعطوفة، والفنانين؛ ليوهموا العوام أنهم كتّاب وشعراء، وفي الحقيقة ما هم إلا صناعة المحاباة والزيف والنفاق من شلل تعمل في الخفاء ،وتنتشر انتشار النار بالهشيم، انتشارا ممنهجا مدروسا، تشد بعضها أزر بعض ، تصفيقا وتشجيعا، من نفس الوجوه.