أبو الوليد الدجاني ..الحارس الأسطوري لبوابة باب الخليل
محمد زحايكة | فلسطين
أبو الوليد الدجاني ..الحارس الأسطوري لبوابة باب الخليل وساحة عمر بن الخطاب وجنرال الحرب المستحيلة ضد الاستيطان في البلدة القديمة وأيقونة الصمود الرهيب ..
يزعم الصاحب أن شخصية ابو الوليد الدجاني وفي رواية أخرى أبو الأمير الدجاني مدير فندق امبريال في ساحة عمر بن الخطاب في باب الخليل هي شخصية محيرة وعميقة ، كالدولة العميقة التي ليس لها قرار .
وخرج الصاحب بهذا الانطباع الشمولي رغم معرفته القريبة بهذا الرجل الاسطوري الذي يقف كأبي الهول شامخا يذود بصدره العاري عن اهم معالم القدس المسيحية والاسلامية في وجه الجمعيات الاستيطانية المتطرفة .
لفتت هذه الشخصية الجدلية أنظار الصاحب عندما وقعت عيناه على مقابلة مرتجلة أجراها الصديق سامي الجندي معه في السنتين الأخيرتين بعدما تضاعف خطر الاستيلاء على الفندق وتوحش واستشراس المستوطنين بعدما نجحوا في حسم مصير الحجر وبقي البشر شوكة مزروعة في حلوقهم، فبدأوا في حملاتهم الاستفزازية وشن الحرب النفسية للتأثير على عائلة الدجاني لإخلاء الفندق ورفع الراية البيضاء ومستهدفين بشكل خاص ابو الوليد الدجاني وأبناء اخيه المرحوم سليمان الذين يمتلكون اجارة محمية لعدة عقود قادمة من الزمن .
وعندما اقترب الصاحب من شخصية ابو الوليد اثر زيارة تعارف مع وفد مقدسي قبل ربما اكثر من سنة ، لمس بنفسه ملامح هذه الحرب المستحيلة الني يخوضها هذا العملاق وحيدا بالباع والذراع على جبهة المحاكم وعلى جبهة متطلبات البلدية الإسرائيلية شبه التعجيزية ، واقفا وحيدا كالطود الشامخ متحديا هذا التسونامي المندفع نحوه مثل قرون الشياطين الاخطبوطية .
ومنذ اللقاء الأول ، فتح ابو الوليد قلبه وعقله أمام الصاحب ، وأفهمه ” بألم نشرح ” خطورة الوضع الذي يمر به الفندق وساحة عمر بن الخطاب صاحب العهدة العمرية التي تتغنى بها أجيال المسلمين والمسيحيين حتى اليوم في مضرب المحبة والتسامح على مر العصور وكيف ستغدو منطقة باب الخليل قفراء من المعالم الدينية المسيحية والاسلامية تنوح فيا الغربان اذا لم يصار إلى تشكيل لجنة او جسم قانوني من فريق محامين يقوده المحامي الحالي ماهر حنا ويكون مسنودا من هيئة شعبية ورسميه صاحبة قرار وإمكانيات هائلة وذات وزن وثقل محلي وعربي ودولي لردع المستوطنين وكف محاولاتهم في العبث بتاريخ القدس ومصادرة الأملاك العربية الفلسطينية بدعم من حكوماتهم المتعاقبة .
ووجد الصاحب من خلال لقاءاته المتتابعة والمتكررة مع ابو الوليد ان عينه لا تغفل عن كل صغيرة ولا كبيرة وانه يدير هذه المعركة ببراعة وحوله بعض المخلصين الأوفياء والشرفاء من أبناء المدينة يقدمون له النصح وفق ما تمليه عليهم ضمائرهم الحرة واجتهاداتهم الشخصية وانتمائهم إلى درة التاج مدينة القدس من بينهم حاتم عبدالقادر ود.يعقوب بدرية والمصور فواز طوباسي الذي يوثق ما يدور من أحداث في الفندق وجواره وآخرين من دونهم لا نعلمهم .
مثل الأسد في عرينه يربض ابو الوليد في مكتبه المطل على قلعة ومسجد النبي داود الذي تحول إلى متحف في عصر الخواجا شلومو وهو يتنسم هواء القدس الذي يهب عليه وكأنه يحمل نسائم أحبابه من أفراد عائلته “المجاورين” في احدى حواكير القلعة الماثلة امامة حيث تتواجد قبور عائلة الدجاني . في المكتب اياه يجلس ابو الوليد متحفزا كالنمر الذي يزمع الانقضاض على فريسته ، ففي هذا المكان ترفرف سحائب ذكريات الطفولة وأطياف الغابرين والعابرين من اللاجئين والنازحين من أبناء النكبة والنكسة وتتراءى أمام مخيلته أشباح الاحبة الذين رحلوا فيما تحلق أرواح صانعي المكان والزمان من لدن الخليفة الفاروق إلى الآباء والاجداد الذين كانت أصوات ضحكاتهم وأنين آلامهم تضج وتعلو او تخفت في المكان .
ابو الوليد يحمل في عنقه وعلى كاهله أمانة تقيلة تنوء بحملها الجبال الراسيات ويتعرض إلى ضغوطات هائلة وإغراءات تكاد تكون غير مسبوقة وهناك من يمارسون حياتهم الطبيعية من الذين كان من واجبهم ان يسارعوا إلى نجدته واغاثته بكل مقومات الصمود والانتصار على رسل الموت، خاصة وأنهم طالما رتعوا في خيرات ونعيم الوقف الكنسي ووجدوا فيه ما يملأون به جيوبهم وبطونهم دون حسيب او رقيب ..فمتى يصحو هؤلاء ويراجعوا حساباتهم ويعملون في جبهة واحدة قوية متماسكة لاسترداد أملاك الكنيسة التي يفوق عمرها الالفي عام .. متى يا هؤلاء؟
ابو الوليد الدجاني .. حالة مقدسية خاصة خرجت من نسغ القدس ومن أعماق روحها الحية ..وتمردت على طواغيت الشر ورهنت حياتها إلى قدسها وهي تستمد قوتها وعزيمتها في الصمود والمقاومة من نبع رباني لا ينضب وكأن بها مس روحاني من سيد المكان الفاروق العادل. وهو مطلع على أدق الأمور والاسرار فلا تستغفلوه بل ادعموه ، فإذا دعمتوه كأنما دعمتم أنفسكم ، ليكن هذا معلوما لديكم .
ويبقى ابو الوليد الدجاني بابتسامته الرائقة وضحكته المجلجلة ويده المفتوحة الكريمة للخير التي لا تبخل بشيء رغم صعوبة الحال والالتزامات المالية الباهظة، يبقى، آية وأيقونة صمود ومقاومة ظلم وعربدة المستوطنين المتطرفين الذين يبحثون عن النار والدمار والخراب.
ابو الوليد الدجاني انت روح هذا الشعب المقدسي الحي.
استمر على الدرب واحرار القدس وفلسطين والعالم من خلفك . وانك لمن المنصورين ان شاء الله . فليس أمامك الا النصر او النصر في الحالين .