حُمّى

ثناء حاج صالح | ألمانيا
تُـراودُني الذكرى فلا أتذكَّر ُ
وينكزني وخزُ الحنينِ فأصبِـرُ
\\
أريقوا عليَّ الحبرَ حُمَّايَ حَرَّةٌ
لعلَّ إذا حُبِّرتُ حُمَّايَ تفتُـرُ
\\
أقولُ وهذا النًّضْحُ خَصلةُ راجفٍ
تكادُ عظامُ الروحِ فيه تُـقَـرقـِرُ
\\
وقد صرتُ لا يخفى ارتجافُ جوارحي
وعاريةَ الأكتافِ لا أتدثَّـرُ !
\\
وقد جئتُ أبتاعُ الكفافَ مؤخَّرا
ونائلُ أطباقِ الكفافِ مُبَكِّرُ!
\\
أنا فِـئةٌ أخرى من الطير لا تُرى
تطيرُ بعكسِ الطيرِ أو تتقهقَرُ
\\
أثبِّتُ أرياشي وأنهضُ بعدما
تبوءُ بخَبطِ الريحِ أو تَتكسَّرُ
\\
إلى جهةٍ أدنى من الجِلْدِ هِجرتي
تنوءُ بها الأنفاسُ أوشكُ أعبرُ
\\
وأعرفُ من لون السماءِ مراحلي
فإنَّ مغيبَ الشمسِ أصفرُ أحمرُ
\\
وإن جهاتِ الشرقِ جِدُّ بعيدةٍ
فكيفَ ببالِ الشامِ يُمكنُ أخطُرُ
\\
أعلِّقُ هذي العَينَ فوق مساحةٍ
من الشجر المكسوحِ يخجلُ يُثمِرُ
\\
وأرشُقُ هذي العينَ نحوَ مقابرٍ
فليس بأرض الشامِ أحياءُ تُبصَرُ
\\
وليس بأرض الشام حِنطَةُ حاصدٍ
تُقيتُ بغير السوسِ من يتضَوَّر
\\
ثقيلاً عليَّ السيرُ أغرِسُ خطوتي
فتلتَـقطُ الأشواكَ أو تتَعثَّـرُ
\\
ثقيلاً عليَّ الحَملُ تسعةَ أشهرٍ
يَسُلُّ جنينُ الشوقِ لحميْ ويكبُرُ
\\
وبعدَ تمام الحَملِ أجهِضُ فجأةً
فكيفَ بِحَقِّ الله لا أتَحسَّرُ
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى