أريدك جميعا

نداء يونس | فلسطين

-1-

يحكّ وحشان رغبتهما

بالكلام.

لم نكن سوى طائر

رأى صوته في الماء.

ارتباك كأوّل المطر

كأوّل الخطى المكسورة بالتجربة

كخطأ اكتشفته في لوحة عازفة العود

كالقلق

كبوذي يربي روحه

كورد دائخ على شرفة

كالخيبات

كالأمنيات المرممة بالصمغ والأشرطة اللاصقة

كالمخيلة المصابة بفقر الدم

كما أدخل بيتا بالخطأ،

حين أريدك جميعا.

-2-

لا أريد أن أكفّ عن الكتابة

ولا أن أطفئ روحي في منفضة العالم

لكن يدي تخذلني

جسدي يخذلني

نومي يغدر بي

وأكاد أصحو من هذا الحلم

أنا؛

الماء الذي يبحث عن شاطئ،

التبس عليّ تعريف النّوراس

ثم التبس عليّ تعريف الرّمل

ولم أجد وصفا ملائما

للغرق.

-3-

لتكن،

العزلة التي تسير في الشوارع الأكثر ازدحاما

حمى الخيول

الضلع الأعوج في صدري

الصوت الذي يسمعه المجنون في أعاليه

والذهول

السر الذي يقال.

أنا؛

الشغف الذي لا يقبله وكيل الرّهانات

وأعيده في حقيبتي

والرئتين؛

لا تدركان الهواء.

-4-

ما زال يتنفس

قميص غارق في الورد،

لكنّني انتبهت الآن

إلى أنّني أردم بالشّعر

الخراب

-5-

رأسي مزدحم بهياكل عظميّة تبحث

عن ثياب مناسبة

لكنّها لا تجد قياسات مناسبة

بين دفّتي العدم.

أقود النّهر إلى غرفتي

لكنه لا ينام

ولا يعرف كيف يظلّ خلف الباب

ويقضي الوقت يسقى ورودا بلاستيكية

في فازة مكسورة.

تعرف كيف!

نعيد تدوير الأشياء

الحنين مثلا

وأغطية الأسِّرة.

صباحاتي مبللة

وطيْران يَصِفان نُحول الوقت،

الغرفة مضاءة مثل أنبوب اختبار

والمرايا تلهو بالأسئلة.

الممرّ الطويل،

الإضاءة الخافتة التي تشبه الجنائز،

ماذا أفعل بكل هذا العجز،

وكيف أنكر أنّني أحفظ خطو العدم

وأشمّ بارودا في الأغاني

وغبارا

في الوقت.

-6-

أقاوم رسم الأشياء مقلوبة،

أحجز تذاكر لقطارات لن أركبها،

أبعث رسائل لعناوين أشخاص في سجلّ الموتى،

أوازن الضجر

ولم أعرف لماذا.

الهوامش أكثرنا اتساعا

لكنّها لا تغلق

ثغرات في القلب.

وأقصى ما أستطيع؛

أن أدوس الآن ظلّ الوقت.

-7-

اذبل أيّها الشّعر،

كي أجد مبرّرا لتقليم جسدي

من هذا الحبّ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى