الحرب هي الذاكرة الممتدة في التفاصيل بعد المعارك.. حكاية زينب القولق
د. إيهاب بسيسو | فلسطين
الحرب ليست مجرد خلل مقصود في زمن صنع الخراب في عمارة المكان قبل أن يرحل في الدم والمجازر.
الحرب هي الذاكرة الممتدة في التفاصيل بعد المعارك.. هي وجعُ كل يوم، ثِقَلُ الوقت وهو يختبر قدراتنا الانسانية في احتمال الغياب …
حكاية زينب القولق إحدى حكايات مدينتي غزة، زينب التي لم تستسلم لفداحة المجزرة رغم المأساة التي انفجرت في قلوبنا جميعاً قبل عام حين استهدفت طائرات الاحتلال المباني السكنية في غزة فاستشهد ٢٢ فرداً من عائلتها في القصف، فيما عرف بعد ذلك بمجزرة “عائلة القولق” في غزة.
زينت تطل علينا بعد عام من المجزرة بلوحات فنية اشتغلت على أن تكون مساحات مختلفة للحكاية تحمل ملامح الوجع والأمل والغياب …
الفتاة التي تستقبل الحياة بإصرار وإرادة، تختصر ملامح مدينة تخرج من بين الأنقاض بكل ما في خلاياها المصابة من ألم: لتصرخ مجدداً في وجه ماكينة القتل الاستعماري، سنحيا رغم الموت، أوقفوا الحرب …
غداً الساعة ١٢ ظهراً سيكون افتتاح معرض زينب القولق في غزة “عمري ٢٢ عاماً وفقدت ٢٢ شخصاً” …
غداً تطل الذاكرة مجدداً من مزيج الألوان وقماش اللوحات المشدود بين الفكرة والرؤية والغياب …
كل الشكر للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين على هذه المبادرة الهامة والتي تستحق الاهتمام.
كل التقدير والتوفيق لزينب القولق، ابنتنا التي تعلمنا درساً جديداً في الصمود، رغم كل مسببات الألم …
لأرواح شهداء عائلة القولق في غزة الرحمة والسلام.
المجد لشهداء وشهيدات فلسطين.