فراشة
د. سمير شحادة التميمي| فلسطين
نشرت جناحيها على ظلي
سألتني
مالكَ تطرق؟ وفي عينيك أسئلة حيرى
تفكر في شيء ما يشغل بالك؟
تبحث عن شيء غالٍ قد ضاعَ
في غمرة تفكيركْ؟
قلت بغير حماسْ
ابحث عن ظلِّي في طرقات الوهم منذ سنين
سألتُ كثيرين عن ظلِّي التائه منّي
منهم من قال :كان يسير وحيدا كما مَن مُسْ
يتخبط في مشيته
ويهذي بكلمات لم أفهما
ومنهم من قال: يجلس في زاوية الشارع
يراقب صِبيةْ
قد خرجوا للتوِّ من غرف الدرسِ فرحينَ
ويضحكْ
ومنهم من قال: كان هناك
يتأبط ذراعَ فتاةٍ حسناءَ
يناجيها بكلامٍ لم أسمعهْ
لكنّي قدَّرتُ من لمعة عينيهِ ودهشتها
سرَّ النجوى
والفحوى
واردت الاسترسال
فصدتني باشارة وقالت:
أهذا ظلكْ؟
قلت:أراه قدطال قليلاً
او أنّي قصُرتْ
لا أدري !
رفَّتْ بجناحيها وطارت
وجلست أنظر للظلِّ وأضحكْ
منِّي
ومن ظلّي.