قشور.. آخر فرصةٍ لقطفِ الحكمة
أليسار عمران | أديبة سورية
ينغلونَ بالضّوضاءِ في أعماقهم الغوغائيةِ،همهم قائمٌ على تلميعِ صورهم في تقنيّةِ الضّوءِ،في عمههم غارقون!
يفتّشونَ عن حائطٍ يدقّونَ به رأسهم علّهُ يستيقظُ لكن عبثاً
يحاربونَ من لايتوقّفُ عندهم،يحتاجون قلماً مميّزاً نقيّأ يشيرُ إليهم بعد أن عجزوا عن إغراقهِ في مستنقعِ فكرهم العفنِ!
اللعنةُ ستحلّ عليهم حينَ تتكسرُ دمعتكَ على عتباتهم لتزهرَ من عمقكَ بعد كلّ انكسارٍ أجملَ وأجملَ!
دعهم يحلمونُ فالعصافيرُ تؤذّنُ في الغاباتِ الموحشةِ الظلالِ لينصتَ لها صوتُ قلبك
يوماً ما ستدفنُ القشرةُ وما احتواها حينها لن يسعك إلا أن تبصقَ على العفنِ والمحتوى
وأنتَ أيّها المتمدّدُ في ثراكَ منذُ بدءِ النّورِ
مازالوا يسمعونَ صدى صوتكَ ،لكَ اللهُ ولهم شياطينهم
أسمعُ أنينكَ العالي في الجلجلةِ
اغفر لهم يا أبتِ إنهم لايعلمون ،ولكني أؤمنُ أن عقابَ اللهِ أعظم
وأنّ رحمته حتى في العقابِ ما نزلت إلا لتجلو أعماقهم في آخر فرصةٍ لقطفِ الحكمة من بين شظايا العذابِ