عنوان ساخر

عبد الله رسم | اليمن

من قراصنة العصر.. معطياته رمال باهتة اللون.. تميل لصورة الرماد الذي خلفته الحروب الكهنوتية حرب شعارها برميل نفط ومعبد كئيب.. أمام صغيرة قصتنا نموذج لسفينة وكتاب ينبثق من بين تعاريج سطوره شعاع بحجم صغير جدا بطلة صورتنا.
تجثو على ركبتيها ..تلتحف رداء الأمل المنسوج من خيوط الصبر وقوة الإرادة؛ سلاحها العزيمة نحو تحقيق بصيص ضوء ينير عتمة الليل الحالك ويبدد ظلام القهر وعدوانية القراصنة الجدد من عاثوا في الأرض فسادا وملأوا جيوبهم بمقدرات أمة صامتة خانعة مرتهنة لقيود النمرود وتمرد الفرعون وطغيان أباطرة الجهل وأكاسرة التخلف أعداء الحياة من جعلوا للموت قارة واقتطعوا له من الأرض محيط حصريا يضاف لأملاكهم المزعومة كملاك للأرض والسماء.
لقد أصبحت الجماهير تحتفل (بالوجبة).. نعم يحتفلون بتوفر بعض لقيمات جافة منزوعة الدسم والفيتامينات مملؤة بعجز الأب المكلوم الفاقد لوظيفته والمفارق راتبه قبل داره نازحا مجندلا في فلاة التخبط والضياع مغموسة في عرق تفصد من جبين الأب المقهور على فلذات كبده.. هاهم يمتطون عربات تحمل هيدروجين أخضر يستحلبون ماءه في لذة وينتشون بوربقات لدنة طرية سبقها تناول مائدة من كل لذيذ وشهي، ولك ِ صغيرتي البرد في النهاد والحر في الوهاد..
قبحتم يا قراصنة العصر. .
رغم هذه التراجيديا المؤلمة ثمة وهج يحيط بحلمك الخلاق نحو الاستمرار في التحصيل العلمي ومقارعة أمواج الظلم العاتية للوصول بسفينة النجاح لشاطئ السعادة أقبضي على قبس النور لتتحقق آمالك وتنكسر آلامك على صخرة العجز.. بعد كل هذا البوح…!!
تخلص صغيرتنا لحقيقة مفادها إن كنتم غير مستعبدين من الداخل مستحيل تشرق عليكم شمس الحرية