مقال

حتميه التصعيد

الكاتب عادل درويش |  القاهرة

يعتقد البعض ان قصف مستشفى المعمداني بغزة سيكون بداية تغيير لمواقف لبعض الدول المؤثرة حتى يتم التأثير على إسرائيل لتوقف عدوانها، ولكن للاسف لن يحدث هذا حتى  لو تم قصف اى عدد آخر من المستشفيات، فهذه المرة غير كل المرات السابقة..
هذه المرة الفرصة جاءت لهم على طبق من ذهب و ربما لن ياتى مثلها مرة أخرى وسيقومون بكل ما يستطيعون من قوة وحيلة حتى لا تضيع منهم هذه الفرصة لإخلاء كامل الأرض من أصحابها.. وبالتالى تنفيذ ماهو أخطر ولا يعلمه إلا الله ..
إذن ما الحل..!
الحل فى يد الدول العربية خصوصا دول جوار غزة و أعنى مصرنا بالتأكيد..
الحل ان تاخذ مصر زمام  المبادرة  بالتصعيد . هم الآن يعتمدون على أن كل الدول العربية  بدون استثناء تخشى على كيانها وتناى بنفسها عن الصراع خوفا.
وجاء تحريك الولايات المتحدة لحاملتي الطائرات إنذارا منها لأى أحد تسول له نفسه بالتحرك  وهو بعد أكبر دليل على خوفها من أن يتدخل أحد آخر فى الصراع و ذلك نظرا لحجم ما حدث حيث لم يجرؤ أحد ان يفعل مثل ما حدث فى ٧ اكتوبر  منذ حرب ١٩٧٣..
وبالتالى فهم مطمئنين تماما بأنه لن يتدخل احد خاصة  مصر لانها ملزمة باتفاق سلام يمنع القيام  باى خطوة منفردة خصوصا والوضع  الاقتصادى لديها شبه منهار .
إذن ماذا تستطيع مصر ان تفعل..!
اولا – تصر على رفضها الحالى بعدم السماح بعبور الرعايا الأجانب الا بعد تنفيذ دخول المساعدات للقطاع،  فمصر هى الوحيدة التى  تستطيع الان أن تملى شروطها إذا ارادت ذلك.
ثانيا- أن يتم الإعلان رسميا وعلى الملأ بطلب للقوات المسلحة بالاستعداد للدرجة القصوى وتنفيذ بعض الإجراءات العسكرية التى تشعر إسرائيل بأن مصر على وشك أن  تقوم ببعض الإجراءات  بما يخالف  اتفاق السلام المبرم بينهما،  و المبرر لذلك هو ان أمن مصر  القومى يستدعى القيام بهذة الإجراءات….
إسرائيل تعلم جيدا قوة مصر وتعلم انه اذا حدث هذا الصراع فإن مصر قادرة على ان تصيبها فى مقتل حتى وإن كانت هناك حاملات  الطائرات..
إسرائيل مساحتها صغيرة جدا ومن يكون مستعدا جيدا للحرب معها يعرف كيف يجبرها على ان تجلس على مائدة  المفاوضات …
حرب غزة بالنسبة لاسرائيل ليست نزهة كسابق الحروب فما بالك لو عرفت انها من الممكن أن تتورط في حرب مع مصر.
هى مغامرة و لكنها ستكون محسوبة واعتقد ان مصر عندما قالت ان صحراء النقب موجودة لنقل المدنيين إليها إنما  هى خطوة ذكية  لجس نبض الطرف الآخر حيال الأمر
ربما يكون الأمر كله ضرب من الخيال و لكن المقصد هنا انه يجب ان يتم اتخاذ موقف وقد قلت مصر بالذات لانه لا يوجد  رئيس لاى دوله عربيه أخرى غير مصر لديه الشجاعه و القدرة على اتخاذ مثل هذا الموقف ولا يوجد جيش عربى يمكن مقارنته بالجيش  المصرى
الحقيقه التي سنتاكد منها بعد هذا التصعيد هى ان قوة إسرائيل المزعومه ماهى الا هراء و ان قوتها الحقيقيه تاتى فقط من الاعلام الغربى بالإضافة إلى أسلوب التخويف الذى تتبعه مع  العرب منذ عشرات السنين و للاسف فنحن العرب كنا صيدا سهلا لهذا  الأسلوب.
ماذا سنخسر نحن العرب اذا بدأنا تجربه اسلوب  التخويف  مثلهم بكل مانملك من أدوات وما أكثر هذه الأدوات.
فهل نرى اليوم هذا التصعيد الذى سنفخر به كمصريين وعرب وهو باى حال من الاحوال سنخرج منه منتصرين..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى