رفعت ناصر الدين.. شخصية اجتماعية ديناميكة، غايتها إسعاد الآخرين

محمد زحايكة | القدس العربية المحتلة

ما أثار اهتمام الصاحب في شخصية رفعت ناصر الدين أبو سامر هو ديناميكيته الاجتماعية وحراكة الذي لا يهدأ خاصة بعد تقاعده من شركة كهرباء محافظة القدس كأحد أبرز الموظفين الذين خدموا في الشركة وتركوا أصداء إيجابية وبصمة الموظف النموذجي. فما عرفه الصاحب أنه ما إن تقاعد من الشركة حتى بادر مع مجموعة من موظفي الشركة من الحرس القديم الذين أنهوا خدمتهم وتقاعدوا مثله، وشكلوا لجنة أو جمعية تحت مسمى موظفي الشركة المتقاعدين أو شيء من هذا القبيل، بهدف البقاء في حالة تفاعل والتفاف حول شركتهم الأم التي احتضنتهم وخدموها السنوات الطوال في ظل استمرار التحديات التي تفرضها سلطات الاحتلال عليها إلى جانب تقاعس البعض عن الإيفاء بالتزاماته تجاه الشركة التي تحارب على أكثر من جبهة.
المهم أن الصاحب كان كثيرا ما يصادف ناصر الدين ومجموعته وهم يذرعون شوارع القدس في غدوهم ورواحهم بحثا عن صيد يلبي بعض احتياجات جمعيتهم حتى تكون قادرة على القيام بدور مساند ومعنوي لرفد شركتهم بما يحصلونه من أمور يمكن أن تساعدهم وتساعد شركتهم التي ما زالوا منتمين لها حتى بعد إنهاء خدمتهم ولو على سبيل أن “صرارة قد تسند صخرة” .. وربما واصلوا محاولاتهم في التوعية بخطورة سرقة التيار الكهربائي وما يلحقه من خسائر فادحة بالشركة التي باتت رمزا سياديا في المدينة؟ ومن هنا أدرك الصاحب أن رفعت ناصر الدين شخص اجتماعي ومتفاعل إلى حد كبير مع محيطه وكأنه يطبق مقولة “من لم يهتم بأمور المؤمنين فليس منهم” .. ويرجو الصاحب أن لا يطلع علينا المتدعوشين بأن المؤمنين هم فقط بعض المسلمين؟ كما حاولوا الزعم بأنه لا يجوز الترحم على أيقونة الإعلام الفلسطينية الشهيدة شيرين أبو عاقلة؟ وهذا ما جعل الصاحب يكبره على هذا الدور المجتمعي البناء والايجابي وحمل شعلة التواصل مهما تقدم الانسان في العمر ما دام قادرا على البذل والعطاء حتى آخر رمق أو نفس في جسده النحيل ولمعان عينيه اللتان تشيان بروح شفافة وطاقة إشعاع ، وهو قمة في الإيجابية والغيرة على سلامة مجتمعه من أي أذى أو انحراف أو سلبيات.
وكان الصاحب شاهدا على أبو سامر ومجموعته البهية الطالع وهي تنتقل من مكان إلى آخر وتفتل على كعاب قدميها تطرق أبواب المؤسسات لتنفيذ برامج معينة تعود بالنفع والفائدة على جميع الأطراف المتداخلة في العملية منطلقين بحيوية وحماسة لا تعرف اليأس، ومحاربين سن اليأس والتراخي والإحباط الذي يسكن أو يخيم عادة على نفوس من يتقدمون في السن وفي العمر خاصة إذا باتوا يعانون من المرض .
وحسب كل الذين عرفوا رفعت ناصر الدين، يشهدون له بأنه صاحب واجب لا يكاد يتخلى عن المشاركة في المناسبات الاجتماعية من فرح ومن ترح إلى جانب الأعمال الخيرية والإنسانية التي تصب في مساعدة المحتاجين والمعوزين ما استطاع إلى ذلك سبيلا. وكنت والصديق عماد منى قد وجدناه حاضرا عندما زرنا المقدسية التسعينية عبلة دجاني قليبو أم حسن في منزلها بواد الجوز للحديث عن أيام زمان، مما يشير على علاقاته الاجتماعية الواسعة .
رفعت ناصر الدين.. مثال للإنسان الإيجابي الخدوم والمعطاء الذي يكرس جل وقته من أجل خدمة مجتمعه وناسه غير ملتفت للحصول على الأوسمة والنياشين وإنما هدفه اسعاد الآخرين ولو على حساب وقته وسعادته الخاصة ولسان حاله يقول: “ليتني أكون بلسما لجروحكم ومعاناتكم يا أبناء شعبي الصامدين المرابطين ” .
لمثل رفعت.. عنوان الرفعة والتسامي فوق المصالح الشخصية في سبيل المصلحة العامة المقدسة.. نرفع القبعات ونهتف.. دمتم أيها الأوفياء من عشاق القدس وأهلها وبارككم الرب كل طالع نهار وغروب شمس.. في العالمين إنه حميد مجيد. وشافاكم وعافاكم الرب من كل مرض وسوء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى