عُرْسٌ تَزَيَّنَ ما احْتَفَلْ

 عبد الصمد الصغير | المغرب

أَمـا زارَكُـمْ صُـبْحٌ جَديدٌ؟.. أَمـا وَصَـلْ؟
فَـلَيْلُ الـرَّجـا ضاقَ التَّـرَقُّبَ ما ارْتَـحَلْ

قَـليـلُ الـظَّـلامِ … غـادِرٌ مُـهْـلِـكّ لَـنـا
وَ طولُ الدُّجى إِنْ حاطَنا كَيْفَ يُحْتَمَلْ

لَـقَـدْ عَـزَّ بي … أَنْ راقَـكُـمْ هـازِئٌ بِـنا
وَصارَتْ مَآقي الدَّمْعِ في الْعَيْنِ تُفْـتَعَلْ

وَ قَـدْ فـاتَـنا رَكْـبُ الْأَمــاني وَ مـا بَـدا
سِوى باقِياتِ الْوَصْفِ في الْخَلْقِ تُبْتَذَلْ

أَلَـمْ تَـرَني أَبْـكي ؟!.. وَ قَـلْـبي يُحِـبُّـهُمْ
إِلى آخِـرِ الـعُــمْـرِ الٌَـذي يَـتْـبَـعُ الْأَجْـلْ

أَيـا رَغْــبَـةً … تَـمْـشـي لِـحُــبٍّ أَخـالُــهُ
بِـنـا يَـنْـتَـهي عُـرْساً تَـزَيَّـنَ مـاحْـتَـفَـلْ

فَحـيـناً تَجِـدْني مِـثْلَما قَـدْ عَـرَفْـتَـني
وَحيناً تَجِدْني شَكْلَ مَنْ هاجَ وَ انْفَـعَلْ

أَراكَ … الَّـذي يَـنْـوي رُكُـوبـاً لِـمَـوْجَـةٍ
وَ أَنْـتَ الَّـذي يَعْـلو كَـثـيـراً وَ مـا نَـزَلْ

أُريـكَ الَّـتي تَـنٔـمُو بِقَـلْـبي تَـفَـتَّـحَـتْ
وَ أَنْـتَ تَـرى فِـيها اشْتِــياقَكَ لِلْـقُـبَـلْ

أَرى مـا كَسَـبْتُـمْ فـارِغـاً عِـنْـدَ نـافِـخٍ
وَ قَدْ هالَـكُمْ دَمْـعٌ إِذا فـاضَ ما انْهَـمَلْ

فَـهَـلّا نَـظَـرْتُـمْ فـي حَـقـيقَـتِكُـمْ كَـمـا
يَـراكُـمْ ضَمـيـرٌ إِنْ رَاى مَسَّـهُ الْخَـجَـلْ

أَلا فَارْجِـعُوا هَيّا انْظُرُوا في نُفوسِكُمْ
وَفي أَلْفِ جَدٍّ كَيْفَ قَدْ عاشَ وَاحْتَمَلْ

مَـشَـيْـنا طَـويــلاً لا طَـريـقٌ بِـنـا مَشَتْ
فَكَـيْفَ الْمَـسيرُ مِنْ جَديدٍ وَ ما الْعَـمَلْ

أَرَى الْفِـتْـنَـةَ الْعُـظْمى … أَرى رِدَّةً هُـنا
بَدَتْ حَيْثُ يَبْدوالْمُسْتَحيلُ وَقَدْ حَصَلْ

مَـعــاني الْحَـيـاةِ في خَـيالٍ بِــلَا رُؤَى
وَ أَصْلُ الْمَـعانِي قَدْ لَوى فيكَ وَ ازَّمَـلْ

أَيا لَـعْـنَـةَ اللَّـهِ … انْـزِلي ، ثُـمَّ غَـرْبِـلِي
ضَـمـائِـرَنـا ، لا تَـتْـرُكي عُـمْـرَنـا يَـمَـلْ

فَـهٰــذا الْـهَــوانُ … قَــدْ رَآنــا مَــنـازِلاً
وَ كُلُّ الَّذي فِـينا إِلى الْحَـلْقِ قَدْ وَصَـلْ

(إذا جـاءَ نَـصْـرُ اللَّـهِ وَ الْفَـتْـحُ) بـابُـهُ
فَسَـبِّـحْ بِحَـمْدِ اللّـهِ عُـمْراً بِما اشْـتَـمَلْ

أَلَـمْ تَــرَ كَـيْـفَ اجْـتــازَنـا قَــدَرٌ بِــلَا؟!
سَـلامٍ وَ لا حَـتَّى الَّـذي فـيكَ يُـؤْتَـمَـلْ

لَـقَـدْ شـاءَنـا رَبٌّ كَـريـمٌ عَـلى الْـهُــدى
فَـأَيْـنَ الَّــذي مـا دَقَّ بـابـاً وَ لا اتَّـصَـلْ

وَ قَدْ جاءَنا دَوْرٌ كَمنْ صُـبْحُهُ الضُّـحى
فَـطارَ الْهَـوى مِـنَّا قَريـباً … وَ ما نَــزَلْ

فَـهَـلْ فـاتَـنـا وَقْـتٌ ثَـمِـينٌ وَ مُـزْهِــرٌ
وَ هَـلْ نَـدَّعي شَـيْئاً نَـراهُ وَ قَـدْ رَحَـلْ

كَـذِبْـنا كَـثيراً … لا حُلولٌ لَـنا صَـفَـتْ
فَكَيْفَ الْمَسيرُ مِنْ جَـديدٍ وَ ما الْعَـمَلْ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى