جثة مهرج

أنيس البرعصي | ليبيا

جثة مهرج في مكب النفايات

هكذا تقول عناوين صحف صباح اليوم

بداية دراماتيكية ليوم كوميدي أسود

لا أعرف متى بدأ هذا اليوم بالضبط

لم أشعر به ،

لم أكن مستعدا لهذه المداهمة..

 لم أجد وقتا لوضع أصبعي على الزناد .. ربما هو تأثير الأميدرامين .. لا أعلم ..

فتحت عيني في منتصف المشهد

وكان يتردد داخل رأسي صدى أغنية مشوهة..

 تهويدة قديمة ..

عن الحمام الأبيض و الريف البعيد و السنابل الصفراء

و الطواحين المهجورة ..

 في قرية شريرة

كانت كل الأصوات اللعينة تدور في زوبعة داخل رأسي

كما تدور المياه في مراحيض الطائرات ..

 لم أركب طائرة قط

لكن هذا اليوم يسحبني للخارج كما لو أن باب الطائرة قد فتح في الجو  ..

كان كل شيء مجنونا

و كانت السماء تمطر ضفادع و قلبي قد غير نغمته ..

 كان صوت نبضه يشبه ركض قرصان مجنون بساق خشبية فوق سطح سفينة تغرق ..

لكن هذا القلب كان يطفوا

كسمكة ميته في حوض زجاجي ..

أعرف شعور السمك الغارق

الذي يولد خارج البحر

 و يموت في غرفة المعيشة

بجانب التلفاز

 

كان يسمع عن الموج الأزرق

 و الحشائش المرجانية

 و الصدف

 وعن هجمات القريدس المفترس

 و طعم جثث البحارة

و فضلات الغواصات ..

كما يسمع المواطن الصالح وعود السياسيين ..

اللعنة على السياسيين

من قتل المهرج ..؟ اسأل سمكتي

لكنها لاتجيب  ..!

أتصل بك .. باحثا عن إجابة

فيقول المجيب الآلي في أسطوانة مسجلة

” الرقم المطلوب مقفل “

فأكتشف فورا من يقف خلف موت المهرجين

و  غرق القراصنة

لا أحد قادر على إرتكاب هذه المجازر المضحكة ..

 و المآسي الموخزة

و نشر الحزن على حبال غسيل

المدينة الآثمة ..

 لا أحد قادر على

 إغراق الغواصات في حوض الإستحمام

 سوى

غيابك الملعون  .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى