المنطقة على صفيح ساخن
منجد صالح | فلسطين
واضح أنّ اسرائيل كدولة احتلال عنصري تُمعن كلّ يوم في احتلالها وفي اجرامها وفي خلق الظروف والارضية المناسبة والمتاحة كي تقفز وثبات في غطرستها واحتلالها وقمعها ومحاولة اخضاع المزيد من دول وشعوب المنطقة لمنطقها “الأعور” الأعوج، منطق التوسّع والهيمنة.
اسرائيل في كلّ ما تقوم به تجاه الفلسطينيين والعرب والمسلمين تجد بصورة دائمة “من يشدّ على يدها” و”يربّت على كتفها”، و”يّهدهدها و”ُيهشتكها” و”يُبشبش بها”، ويحنو عليها ويُداريها،، ألا وهي الولايات المتحدة الأمريكية، الراعي والأم الحنون والتوأم “فولة وانقسمت نصين!!!”.
الدلائل والاشارات المُتطايرة في سماء وعلى أرض وفي بحر المنطقة تُشير دون لبس ولا تأويل بأن اسرائيل بصدد القيام بعمل داهم أو انها تتوقع وتستعد لعمل داهم ضدها، وليس أدلّ على ذلك من المناورات البريّة والجويّة والبحريّة التي تقوم بها اسرائيل وعلى مدى شهر كامل أو يزيد، وهي الاوسع والاشمل والاخطر في حياتها ومنذ انغراسها وغرسها في فلسطين بأسنّة الرماح.
هذه المناورات التي وصلت امتداداتها وصداها إلى جزيرة قبرص، حيث تقوم اسرائيل بالتنسيق مع الجزيرة التي كانت يوما صديقة من أجل ايجاد البديل الفوري والحاسم للمطارات والقواعد العسكرية الاسرائيلية التي من الممكن أن تُضرب ويُجمّد عملها في حالة نشوب حرب جُزئية أو شاملة.
وعلى الارجح أن اسرائيل تعدّ العدّة لحرب شاملة من الشمال ومن الجنوب وربما من الوسط!!!!.
بعد التدخّل الروسي في اوكرانيا لحماية امنها القومي لم تكفّ الولايات المتحدة ودول الغرب بريطانيا وفرنسا والمانيا عن الصراخ واتهام روسيا بغزو دولة ذات سيادة.
واسرائيل من أهمّ وأوّل المنضمين إلى هذه الجوقة وإلى هذا الصراخ لأن لديها ما لديها من خطط، أو كما يُقال “إلّي في بطنه عظام بتقرقع” واسرائيل بطنها حُبلى بالعظام والخطط.
اسرائيل وحسب هذا المنطق فان لسان حالها يقول “ما دامت روسيا غزت أوكرانيا كي تُزيل تهديدا لأمنها القومي”، إذن فان اسرائيل بنفس الدرجة والمقدار تشعر بأن أمنها مُهدّد، “ولها الحق” في ازالة هذا التهديد، وهذا يُترجم عمليا على الارض بقيام اسرائيل بغزو سوريا ولبنان وقطاع غزّة، وربما ضرب ايران اذا ما استطاعت.
اسرائيل ومنذ مدّة تقوم بتحضير الأرضية التي ستدرج عليها مقاتلاتها وتبطش مجنزراتها وتغوص قطعها البحريّة….
دمّرت هي وأمريكا العراق واجهضت أي تقدم علمي أو تكنولوجي، وحتى أنهم لجأوا إلى اغتيال مئات بل آلاف العلماء العراقيين واساتذة الجامعات.
قامت أمريكا واسرائيل وعن طريق المطرقة الكبيرة بتكسير سوريا وجيشها واضطراره للانغماس في معارك داخلية، ورموا أسلحته الكيماوية والاستراتيجية في البحر، مُزيلين هكذا عقبة كبيرة من أمامهم.
فسّخوا اليمن وأثقلوه بالويلات وأثخنوا جراحه. أما ليبيا فمنذ زمن سيادة العقيد كانت قد “شلحت البنطلون”
الجيش المصري يُشغلونه في معارك في سيناء ومعارك داخلية، وخلقوا لمصر “خازوق” اثيوبيا وسدّ النهضة.
دول الخليج كلها في “الجيبة الصغيرة، ربما ما عدا الكويت.
الاردن خلقوا له داعش من جهة سوريا ومن جهة العراق والتهديد الصهيوني الدائم بالوطن البديل.
لبنان “بشّموا” له الخوازيق ودقّوا فيه الاسافين ودعموا الجعاجعة والسنيوريّات وحطوا اقتصاده وجوّعوه وأصبحت عملته تزحف على الأرض، لكن لبنان ما زال واقفا على رجليه ويقاوم وهذا لا يُعجبهم ولهذا يُعدّون له العدّة للانقضاض علية برّا وبحرا وجوّا.
اسرائيل والحالة هذه تتحيّن نقطة الصفر نقطة الانطلاق حتى تكتسح جحافلها شمالا وجنوبا وربا من الوسط.
لكن اسرائيل ليست في حالة ورديّة تماما، فحروبها السابقة من حرب ال 56 وحرب ال 67 وقبلها حرب ال 48 ومن ثمّ حرب ال 73 وحرب لبنان 1982 واجتياحاتها للبنان ولقطاع غزة كانت تنقل المعركة سريعا إلى أرض الخصم. لكن الصورة مختلفة تماما الآن، مقلوبة تماما الآن. فاسرائيل محاطة من جميع الجبهات “برجم” من الصواريخ الدقيقة البعيدة وقصيرة المدى لن ينفع معها آلاف القبب الحديدية ومئات بطاريات الباتريوت. ولن تكون حروبها واعتداءاتها نزهة بل مكلفة وباهظة التكاليف.
المنطقة كلّها تتموّج على صفيح ساخن، ومع دخول فصل الصيف اللاهب ربما تلتهب المنطقة أكثر وأكثر.
في هذا المقام والصدد والمدد لا تطرف عينك عن الوجود الروسي في سوريا وتفاعلات العلاقة المتوتره مع الكيان بسبب مناصرة اسرائيل ودعمها لاوكرانيا.