حكايا من القرايا.. الحق على هيئة الأمم
عمر عبد الرحمن نمر | فلسطين
زمان… عندما استوطن الفقر بطوننا، وأرواحنا، وأجسادنا، كنا نخيط ملابس الرياضة، من قماش أكياس الطحين – التي كانت توزعه وكالة نهب اللاجئين – عندما يفرغ الكيس يحول ويدوّر… ويصبح شكلاً جديداً… نعم فقرنا علمنا تقنيات التدوير والتدبير، فكانت الأمهات تخيط قماش تلك الأكياس وتحيلها إلى (شورتات) رياضية رائعة، وكثيراً ما كانت تظهر ماركة هذه الشورتات مكتوبة بلون أزرق نيلي – ولا قوة كانت قادرة على محوها _ هدية من شعب الولايات المتحدة الأمريكية… وتحت الشعار مباشرة، كفان يتصافحان، وطبع تحتهما عبارة “ليس للبيع ولا للمبادلة”… لكنها لم تستطع منع التدوير…
قاتل الله الفقر والوكالة، عدسها مُسوّس، وحمصها مبرّد، وسردينها كأنه لم يسكن بحرا في يوم من الأيام… وارتدى صديقي سرواله الرياضي، وكان هدّافاً مبدعاً في لعبة كرة السلة… يطجّ الطابة مرة، ومرتين والثالثة يسرع بها ويحطها في سلتها… ويحوطه التصفيق من كل صوب…
وكانت المباراة… والمشاهدون يحبسون أنفاسهم… والعداد بالثواني… وصديقي يستحوذ على الكرة… طجّة… ويسرع، وأخرى، والناس يصيحون… والثالثة… اللهم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم… قاتل الله الاستعمار، والوكالة، وأكياسهم… تحت السلة مباشرة، وقد قفز لاعبنا… وإذ بدكّة الشورت… تخونه… انحلّت الدكة ( التكة )المطاطية… وسرعان ما هبط سروال لاعبنا، وتحول لطينته… وسط همهمة المشاهدين، ودهشتهم، وضحكاتهم، ولعناتهم… ومن تلك الحادثة – الفاجعة – طلق صاحبنا الرياضة طلاقاً بائناً… حزين معه حق… شو رأيكم؟؟؟