ولأنها بعيونها..

الشاعرة فائزة القادري / سوريا

ولأنها بعيونِها ترنو كما
تهفو البراعم عالياََ نحو السما

وتمدّ أذرعَ أمنيات تنتشي
في ظلمة الغسق المغمّس بالعمى

محروسةٌ مغروسةٌ مهووسةٌ
ممسوسةٌ والجنُّ ترتع في الحمى

تُرمى بلحظِِ عابسِِ -متسهمنِِ-
فتفوزُ من نهمِِ تولّع بالدّما

والفوز في عرف التسامي قادرُُ
متجذرُُ متأصلُُ يروي الظّما

وتصبّ في قدح الكرومِ نبيذَها
وجعاََ يراقصُ مارداََ مترنما

هي بنتُ داليةِ الشّموخِ إذا انحنت
تغفو على كتفِ المراتبِ أنجما

عنقودُ حبِ قلبُها وأنينُه
من مقلتيها يصعدان السُّلما

وتناقصتْ تدري بها أشجانُها
كان العبورُ إلى الدروسِ تعلّما

ترنيمةٌ أو شمعةٌ نعسانة
أكرم بموتِِ للوغى حين انتمى

قد ترتوي الدنيا وقد لاترتوي
من فيضِ قلب نازفِِ لما همى

بالأولياءِ وسرّهم بشفاعةِِ
تتتبع الإلهامَ تغدو مريما

مهزومةٌ تخفي ملامحَ قهرِها
من وجدِها مغلوبةٌ هي إنما ..

والعطرُ مبخرةٌ يباري سعيَها
لتكون في نظر السّناء معلما

أوَ كلما جاءت لترفو شأنَها
ترسو على شطآنهِ ؟ أوَ كلّما ؟

تاقت إلى وطنِِ غنيِِ مترفِِ
جاست به ..أوَ ممكنٌ ؟ أوَ ربما ؟

وطنٌ عزيزٌ شاهقٌ مترفعٌ
وطنٌ أمينٌ للجوءِ إذا احتمى ..

حلو المعاني غارقٌ في غيّهِ
مرّ السجايا لو أرادَ تعلقما

يسطو على كنزِ المدامعِ كلّها
يرثي البدايةَ إن رأى أن يختما

” قولي أحبك كي تزيد وسامتي”
كتميمةِِ يرقى بها كي يغنما

يمشي على بحرِ الكمالِ بأحرفِِ
وبكاملِِ من وحيه قد أسلما

بالبصمةِ الأغلى تسلم نفسَها
بالعشرِ تلهب كفه إن سلّما

هي سكرٌ يا “حلوتي” في جيبِه
والعيدُ يأتي لو سخا وتكرّما .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى