لم تكن مصادفة

حسام أبو الريش| مصر

الفكرة أمّ التجربة،
سماد الجمود،
هي التي تُخصّب القصيدة،
فيستلذّ قارئها،
ليس لاستنشاقه المعنى،
ولكن أحياناً تتشابه الآلام مصادفةً..

مثلاً لم تكن مصادفةً،
حينما اصطدمتُ بفتاة وأنا أفكر في أخرى،
فتنظر إليّ وتقول في صمت،
على مهلك،
كدتُ أن أسقط في عقلك المزدحم،
فأنظر إليها بمعذرةٍ،
فتبتسم بلا عليك،
وترحل دون الإتفاق،
على ميعاد الزواج..

ولم تكن مصادفةً،
عندما كنت أناجي شاطئا ما،
وذرفت عيناه موجاً،
ولكي أشاطره الألم غرقت عيني في الدموع،
فيقطع المشهد بائعٌ للصدف،
ويقول
لمّا لا تشتري الطمأنينة الطازجة
وتهدأ!

لم تكن مصادفةً،
أن تترك طفلة الباص أزهان كل من فيه،
لتنظر إليّ وتدغدغ عيني مِزاجها الصافي،
فتضحك وكأنها تلهيني عن شئ ما،
وعندما تحيد النظر عني،
أحاول أن أتذكر فيما كنت أفكر،
فلا أتذكر أين أنا ذاهب..

لم تكن مصادفةً
سقوط الأشياء في غرفتي فجأة،
حين أفكر في الانتقام من صديقي،
الذي لم يلاحظ
ارتدائي قميصاً جديداً..
لذا ليس ضرورياً
أن نحكم على ما تجهله معارفنا،
بمحض الصدفة،
فلكل شيء شيء آخر يدفعه،
والصدفة تدفعنا إلى المجهول،
مثلاً
أنني انتهيت من تلك القصيدة،
ولم تعجبني إلا بعد فترة،
عندما قرأتها مصادفةً…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى