نجوم الليل
محمد أسامة | أمريكا
أرقْتُ بليلٍ عن حبيبٍ أسائِلُ
له في فؤادي لا تزالُ منازِلُ
غزاني غرامٌ صار يجري به دمي
كأنَّ غرامي ذاك في الرُّوحِ جائلُ
وتُسْبِلُ عيني من دموعي كأنَّني
تلينُ عظامي إذ بها ابتلَّ كاهِلُ
سأبلى سُهادًا ما تفيضُ مدامعي
وتلك دموعي من عيوني هواطِلُ
أعدُّ نجومَ اللَّيلِ واللَّيلُ شاهِدٌ
فذلك ليلٌ صار فيه زلازِلُ
يطول بذاك السُّهدِ إذ ليس ينجلي
أراه بذاك الوجدِ فيه تثاقلُ
أراني بدجنٍ ليس يصدَحُ فجرُهُ
فذلك ليلٌ ليس فيه أصائِلُ
بَلِيتُ بوَجْدٍ ينسف اليومَ هيبتي
وعيناي فيها للفراقِ رسائِلُ
أمزَّعُ في ذاك الجفاءِ كأنَّني
أسيرٌ ولا أدري بما القلبُ فاعِلُ
أرى القلبَ يغلي إذ يفيضُ مرارةً
من البُعْدِ يدمى إذ به الحُبُّ قاتِلُ
يُصادُ بسهمٍ يثقبُ الرُّوحَ حدُّه
ويخرِقُ سمعي اليوم ما قال قائلُ
فذلك سهمٌ يُرْعِبُ القلب نصلُه
يصيبُ فؤادي ما به الجُرح هائِلُ
يَصبُّ كؤوسي بالخمورِ لينتشي
تفيضُ بنَخْبٍ إذ بها السُّكْرُ شامِلُ
يخالُ نبيذي يشبه النَّهْرَ سيرُهُ
له في فؤادي كيف صار وسائِلُ
ويهذي فؤادي ما يرِقُ من الجوى
تساقَط فيه الورد منه جنادِلُ
يطيرُ بأبراجِ السَّماءِ وخلتني
أراه ذبيحـًا ما تُجرُّ سلاسِلُ
علاه سهادٌ عبَّأ الرُّوحَ لوعةً
كساها بقهرٍ منه والشَّجْو كامِلُ
كأنِّي دعاني الوجْدُ والوجد خادعي
دعاني لحُبٍّ كان فيه قنابِلُ
فإن يكُ حُبِّي سارقَ القلب قاتلي
فذلك موتي منه والحُبُّ باطلُ
وإن يكُ هذا للمنيَّةِ موعدًا
فذلك حظي في هيامي مائِلُ
كأنَّ جنانَ الحُبِّ أمست وقد هوت
تصيرُ قفارًا إذ بها الزَّهر ذابِلُ
شفى اللهُ قلبًا ليس يذهَبُ داؤه
ويفقِدُ مني القلبُ ما كنْتُ آمُلُ
أموتُ ولن أحيا إذا طال بُعدها
سنينًا وتبكي في الفراقِ بلابِلُ
أهيضُ إذا ما أبصرَ القلب نعمةً
تصيرُ سرابًا إذ بها الدَّهْرُ ماثِلُ
ألا كل من يحيا بذا الوَجْد هالِكٌ
وكلُّ غريرٍ غرَّهُ الحُبُّ جاهِلُ