حفرة واختيار

أحمد إسماعيل | سورية

ثمة حفرة في الطريق
تناديك باستمرار
بلسان الحب
لا تبق واقفا
أقبل بكل عقلك
و قلبك
ليس بالأمر الصعب
و لا بالسهل
لن تكون النهاية يا غريب
عنترة لم يؤمن بالخروج منها
و قيس شد وثاقه داخلها بحبال معلقته
و أنت أنت حاول ثم حاول
أن تقع فيها…. ولا تخرج

الذين خرجوا من هناك
ضلوا الطريق
لا يزالون يمشون فوق شوك الورود التي رموها
يظنون الحياة أجمل بلا حفر
الآه يدمي قلوبهم الحافية
و الباحثة عن
الماء المخفي خلف الصخور

هل وقفت يوماً فوق صخرة بداخلك يا غريب
هب أنك المنسي هناك
مع كل أشباحك
شبح يباغتك مع لمسة الليل الأولى
يتحول لبلبل
التقاسيم التي يبوح بها
تريك القمر وأنت في الحفرة
تلوح لك نغمة بذراعها
و بقلبها
و بعقلها
راسمة على وتر مجازاتها
أحبك
لن يفاجئك الصدى أيها الغريب
سيعود ممتلئا بأغنيات الشوق
هل جربت أن
تسمع غناء قمر يلبس ثوب بلبل….
حاول أن تحفظ ملامحه
أو موشحاته
قبل أن تذبل كزنبقة حنين

هب أنك غيث السماء
تهطل بكل نعومتك
لترتب من خشونة التراب
تصقله بحنانك
ترمم شقوقه
كلما اتسع حضنه
خلد قطراتك باسمه ياغريب
سيعرف أن حياته مقترنة بالماء
بعذوبته
بنقائه
بسكونه و حيويته التي يرقد معها
العكر في الزوال

هب أنك أنت الحفرة
حفرة عميقة لا قرار لها
معتمة كما القبل التي لا تعرف ما هو مصيرها ؟
واسعة الأوجاع أم ضيقة
تتمدد حتى القاع أم تتقلص؟
التراب المتساقط عليك من الحواف
يجمع حولك الآس هناك
و وحدهم العشاق يحسون بك
كقبر بلا رائحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى