القدس الموحدة عاصمة فلسطين الموحدة
عدنان الصباح
هذا هو الرد الطبيعي على صلف الاحتلال وحكوماته الاسوأ يمينية حتى من حكومة نتنياهو وهي الحكومة التي تتكئ وللأسف على مقاعد عربية وتجد اطار امان ايضا من باقي العرب لمنع نتنياهو من اسقاطها وبالتالي فان الاسوأ في تاريخ فلسطين قد حدث وبشكل أسوأ من أي توقع ان يجد المستوطنين المتطرفين دعما فلسطينيا واضحا من قائمة تدعي كذبا العروبة والاسلام لكن الأسوأ كان أن اولئك الذين هاجموا منصور عباس هم انفسهم شكلوا ضمانة لعدم سقوط هذه الحكومة.
الاحتلال لا يعترف ابدا بكلمة فلسطين ولا بعلم فلسطين ولا بعاصمة فلسطين ولا بلغة فلسطين بل هو يستخدم لغته ويديه لإلغاء كل ما هو فلسطيني فالضفة الغربية يهودا والسامرة التي يستوطن بها حيث يشاء ويعربد بها كيف يشاء والقدس هي اورشليم الموحدة عاصمة اسرائيل الاسم الذي يطلقونه على فلسطين كلها من بحرها لنهرها حتى الجزء الذي هربوا من جحيمه في غزة يودون لو يمنعوا عن اهلها الهواء وارض الاقسى هي جبل الهيكل والشع الفلسطيني جميعا هم ارهابيين يجوز قتلهم ولا يفرقون على الاطلاق بين فلسطيني وآخر أيا كان موقفه
من جانبنا فان العجيب اننا نعلن ولا زلنا اننا نعترف بدولتهم على صدورنا ونعترف بان القدس الغربية لهم ولا يزل لساننا حتى ولا نسهو عن تعبير القدس الشرقية بل ان البعض يسميها القدس الشريف والبعض يختصر القدس بالأقصى ورويدا رويدا يهود الاحتلال كل اجزاء القدس ويصر على صبغها بصبغته العبرية والغاء كل مظاهر عروبتها واسلاميتها.
ان المنطق السياسي يحتم علينا ان لا نتنازل طواعية عن حقوقنا وان نرد على افعالهم بالمثل فهو يعتبر المستوطنين في الضفة الغربية موطنين إسرائيليين من الدرجة الاولى ونحن سكان طارئين في حين نسمي نحن اهلنا في الجليل والمثلث والنقب وودي عارة والساحل بمواطنين اسرائيليين وفي احسن الاحوال فلسطينيي الداخل المحتل.
غياب قاموس سياسي فلسطيني وطني محيط بكل اوضاعنا ومتماسك وموحد هو من اخطر مظاهر غياب رؤية سياسية فلسطينية موحدة قادرة على تقديم الفلسطيني كمدرك للواقع ويعرف ما يريد ويرسم رؤاه بناء على ذلك وبالتالي فان متابعة الحال على ما هو عليه لن يجعل من مستقبلنا واضحا حتى لأجيالنا القادمة.
بواسطة حكومة بينيت اليمينية المتكئة على قاعدة اليسار الصهيوني والعرب المتصهينين والتي قدمت نفسها وللمرة الاولى بأوضح صور الاحتلال أي لا دولة فلسطينية ولا حقوق فلسطينية وان حتى فكرة الحكم الذاتي التي ولدت في اوسلو ماتت رسميا وباتوا يتعاملون معنا كمجموعة سكانية غريبة تعيش على ارضهم ويكفيها حق العمل والعيش بلا اية حقوق وطنية ولا قومية ولا حتى حقوق سياسية.
التغاضي الفسطيني الرسمي المتواصل عن هذا الحال وادارة الظهر لمتطلبات الرد على سياسة حكومة بينيت والتي بات واضحا ان السياسة الحقيقية لدولة الاحتلال بكل مكوناتها كما ان ذلك ينسحب على المجتمع الدولي الاعور الذي يتعاطى بكل الحزم والقوة في مواجهة روسيا في اوكرانيا ولا يكترث ابدا بكل ما يحيط بقضية فلسطين عبر قرن من الزمان ولا زال يواصل تعاطيه مع العرب والفلسطينيين كأنهم بشر من درجة غير موجودة وبالتالي لا داعي لان يحسب لها أي حساب والاسوأ من ذلك ان هناك صورة نمطية للعربي والمسلم بشكل عام تقرن بيننا وبين الارهاب بلا تردد.
الكرة في ملعبنا ولا يجوز الانتظار ومواصلة التعاطي مع من حولنا وكان موقفهم منا حق لهم واننا نستحق منهم ما يرسمنه لنا من صورة نمطية في ثقافتهم وبرامجهم وما يتعاملون به مع قضايانا كعرب بشكل عام وفي المقدمة قضيتهم الاولى ان لم تكن قضية كل احرار العالم فلسطين ارضا وشعبا وتاريخ ومستقبل على قاعدة انها قضية غير قائمة ولا تستحق اعارتها أي اهتمام.