الدنيا
مختار إسماعيل بكير | مصر
تمرُّ كأنما لا شيء مر
ونشربُ حُلوَها فيكونُ مُر
°°°
يُسلمنا الشقاءُ إلى الشقاء
وما نلقاه منها لا يسرّ
°°°
وتُعطي السُم في كأسٍ جميلٍ
ولو أقسمتُ يوماً لن تضر
°°°
لها وجهٌ جميلٌ لو تراه
وخالص أمرها كرٌّ وفرّ
°°°
عجيبٌ أمرها نغفو قليلاً
فتسرق عمرنا دهراً فدهر
°°°
لها قلبٌ تجافى في غرورٍ
وإحساسٌ تلبَّد واكفهر
°°°
فكم وطيء الأنام على ثراها
فلم يبق لهم فيها أثر
°°°
نطاردها فتأبى في عنادٍ
وأصل الخير فيها كل شر
°°°
ونهجرها فتأتي دون قيدٍ
وتطلبنا ولا تخفيه سر
°°°
لها ظلٌّ كأن الشمس فيه
على الأشهاد تلفحنا بحر
°°°
غريبٌ سلم الاقدار فيها
فمن قدرٍ نسير إلى قدر
°°°
فيا مسكين فاهجرها قليلا
فخير الوصل لو قالوا هَجَرْ
°°°
فإن الفوز بِرٌّ ترتجيه
وخيرٌ جاء بابك واستقر
°°°
ستتركها مصاباً لا مصيباً
وذا فرضٌ عليك ولا مفر
°°°
فلا تركن إلى الدنيا أخيّا
فمن سفرٍ نسير إلى سفر
°°°
وكن فيها كطيفٍ مر سهواً
ولا تمعن بها يوماً نظر
°°°
ولا تترك من الأشواك شيئاً
ولا تفسد سهولاً بالحفر
°°°
فهذي الدور ما دامت لحيٍّ
وسل ما شئت جنّاً أو بشر
°°°
فكن منها على حذرٍ لأني
رأيت الدهر إن أوفى غدر.