بعد
محمد أبو عيد | مصر
وردة ظلامية ظالمة تهرق ضوئي
وما بالقلب حيلة تروض عصبية الرماد
بسطت جذوة الروح في الظلال
لم أر فراشة أنفاسي ؟!
ما أنا سكران وما أنا بجنون
شيطانة في الحب نوارة شجر
قديسة عصرت البحر بالجمان ورياح النعناع
هنالك تحت عريشة النوافذ
صبت الطيور في كاسات الأفق
فكانت خمور الأغاني من النسيم الجيد
أكلت منسأة العقل
خر القلب …….. مضيئا
أنثى المغناطيس
كلما بنيت لها حبا من ورد الحليب
تصدعت المسافات وانتحر الزيت في المصباح
ليس للهدم أجنحة كيف أسير على الهواء ؟
عطر زهرتي أعمى
عند جسور العتب يتعثر في صراخ المطر
عادة يكسر براءة مرآتي
ويلقي الحطام في جوف تمثال
منجم وريدي ينتج يوميا آلاف النايات البيضاء
وهذا لايكفي مد عطرها الضرير بعكاز أخضر
أعرف أن كلمة (بعد) معناها في معجم التيه
ابتعاد روحا عن جسدين
أو رحيل قلبين في اتجاهين مختلفين
تعالي نضع (أما) قبل (بعد) ونكمل رسالة الطيرين
في خيمة الشموع بقية من بحبوحة الكان
أراها تهدل فوق غصون السهر
تمائم غريدة تقد قميص الموج من بحرك
أما بعد ……
الهروب من الوشم ليس سهلا كما تظنين
من الصعب وارتعاشات القلب في لعنة الوجد
أن نعلق النسيان بين ذراع الرياح ونتمشى على الأثر
عندما يشتد عصب الشتاء
ويضرب ذاكرة العظام بالصقيع المكثف
من الضروري أن ندخل ضوء الدماء
نسحب بهاءات الحب السريعة
ونجلس مع النغز المشاكس نحقن جراح الحلمين
هكذا ينبت الدفء في أكواخ الثلج
أأطيع وتعصين؟!!
زيدي صدودا فإني أزداد شوقا
لا أستطيع إمساك ظلك الراكض في جدار فراشة
إنما أستطيع جدا أن أرتدي أرق التبغ
وأخرج في البخور الشارد
أسوي حبقا على نار الهديل
أتأكلين شيئا من الوصل ؟
في صمتك المياس
النهر عطشان !
ليس في بئر المرافىء نقطة زورق واحدة
هكذا من كاحل الصدى أخبرنا دلو النداء
نضب القمر من أهازيج السمر
فكوني شمعة ماطرة بالطير والكلام