ماء السراب لا يروي ظمأ العطشان

سمير حماد | سورية
(ليلة القبض على أُمّة) مسرحية تنتمي الى الكوميديا السوداء, يسخر فيها الماغوط من عرب العصر, حيث أحضر لهم (صقر قريش) الى مخفر حدودي بين دولتين عربيتين, واحتجز الصقر, الى حين مقايضته بشاحنة من الطحين.. ليلة القبض على الصقر, هي نفسها ليلة القبض على صلاح الدين الأيوبي, الذي بيع سيفه لسائح اميركي ليلة سقوط بغداد مطلع هذا القرن.. وهي الليلة ذاتها التي تم القبض فيها على السهراوردي والحلاج, وباقي سلالة العرب, الذين ضاقت بهم أرضهم, بسبب ما قضم منها, وما احتل , وما هو على جدول الاحتلال, أو المزاد العلني.
في الليلة القادمة سيتم القبض علينا كلنا , دون أن ندري, في وقت فقدنا القدرة على التمييز بين الاسوارة والقيد, وبين حبل الاغاثة والثعبان …واختلط عندنا, حابل الوطنية بنابل الخيانة.. فخضنا فيما بيننا معارك.. تشيب لهولها الرؤوس والأجنّة.. تقف فيها ملاييننا المتنازعة, أمام المسلخ البشري, تنتظر اجتزازها من الوجود.
المقبوض عليهم في كل ليلة, هم نحن, العرب, في الطبعة الجديدة والقديمة.. نحن الذين لم نصدق, حتى الآن , أن ماء السراب, لايروي ظمأ العطشان, ولاينقذ الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
  • وطن
زر الذهاب إلى الأعلى