نَفَحَاتٌ مِنْ شَذَى تِشْرِينَ
عماد الدين التونسي | مصر
شَذَى تِشْرِينَ يَا فَتْحًا تَوَالَى
بِرَوْضِ الشَّآمِ يَنْثَالُ اِنْثِيَالًا
///
فَأًنْتَ السِّفْرُ فِي عُنْوَانِ شَرْقِي
وَ بِالْأَمْجَادِ قَدْ نِلْتَ الْجَلَالَا
///
بِصَدْرِي أُغْنِيَاتٌ فَوْحُ مِسْكٍ
وَبِالْأَحْرَارِ كَمْ زَادَتْ جَمَالًا
///
فَجُنْدُ الْعَزْمِ كَالْإِعْصَارِ هَبُّوا
لِأَجْلِ الْعِرْضِ كَمْ عَشَقُوا النِّضَالَا
///
شُمُوعٌ أَوْمَضَتْ فِي لَيْلِ عُرْبِ
كَمِثْلِ الشُّهْبِ تَخْتَالُ اِخْتِيَالًا
///
بِهَمْسٍ ثَائِرٍ طَافُوا مُرُوجًا
لِيَأْسُرَنَا الْحَدِيثُ بِهِمْ سِجَالًا
///
كَهَطْلٍ مِنْ سَلِيلِ النَّسْلِ هَلُّوا
سُقَاةَ الْفَخْرِ قَدْ رَبِحُوا النِّزَالَا
///
دُرُوعٌ مِنْ شُعَاعٍ فِي سَمَاءٍ
تُضِيءُ الْعَتْمَ نُنْشِدُهَا اِبْتِهَالَا
///
تُعِيدُ الْمَجْدَ بِالرَّايَاتِ عِزًّا
تُقَاتِلُ شَرِّ صُهْيُونٍ قِتَالَا
///
فَفِي تِشْرِينَ مَوَّالُ اِنْتِصَارٍ
عَلَى أَوْتَارِ عِشْقِ الْأَرْضِ غَالَى
///
إِلى الْفِرْدَوْسِ زَفَّيْنَا شَهِيدًا
كَوَجْهِ الْبَدْرِ يَكْْتَمِلُ اِكْتِمَالًا
///
وَفَجْرُ النَّصْرِ نَورٌ قَدْ تَلَالَا
بِأُفْقِ الشَّآمِ نَرْسُمُهُ هِلَالَا
///
أَرَى الْأَحْدَاثَ تُزْهِرُ بِالْحَكَايَا
نِدَاءَاتٍ بِهَا التَّارِيخُ سَالَا
///
دِمَشْقٌ فِي خِطَابٍ قَدْ أَشَارَتْ
لِدَحْضِ الظُّلْمِ شَدَّيْنَا الرِّحَالَا
///
بِجَيْشٍ قُدَّ مِنْ رَمْلٍ مَهِيلٍ
بِسَاحِ الْحَرْبِ يَنْهَالُ اِنْهِيَالًا
///
وَجَلْجَلَةُ الْحُرُوبِ صَهِيلُ ثَكْلَى
عَلى الْمَيْدَانِ زَانَتْهَا اِكْتِحَالَا
///
كَأَنَّ جُنُودَهُمْ مِنْ هَوْلِ زَحْفٍ
نَعِيقُ الْبُومِ فِي حِلَقِ الثَّكَالَى
///
قَصَمْنَا ظَهْرَهُ قَصْمًا مُدَوٍّ
كَلَمْحِ الْبَرْقِ فَاِشْتَعَلَ اِشْتِعَالاَ
///
فَخَطُّ الْمَوْتِ وَ اِجْتَزْنَاهُ قَصْرًا
بِكَسْرِ الْأَنْفِ قَدْ خَضَعَ اِمْتِثَالَا
///
وَفُزَنا رَغْمَ أُسْطُولٍ عَتِيدٍ
حَلَفْنَا وَقْتَ مَوْعِدِهِ الزَّوَالَا
///
فَشُعْلَةُ عَزْمِنَا دَامَتْ مَنَارًا
ثَبَاتَ الْأَرْضِ لَا تَنْوِي اِنْحِلَالَا
///
شَرِيطُ الْعُمْرِ كَالْأَحْلَامِ يَجْرِي
إِلَى تِشْرِينَ شَوْقًا وَ اِسْتَطَالَا
///
أَنَا الْوَلْهَانُ يَا نَبْضَ الْقَوَافِي
لِأَجْلِ الْحَقِّ قَدْ رُمْتُ النِّزَالَا
///
بِنَزْفِ الْجُرْحِ مَا سَالَتْ دُمُوعِي
وَ لِلْأَوْطَانِ نَجْعُ الْحُرِّ سَالَا
///
أَتِيهُ بِأُفْقِكُمْ دِيوَانَ شِعْرٍ
وَ مَدُّ الضَّادِ قَدْ زَانَ الْمَقَالَا
///
بِصَوْتٍ صَادِحِ فُكُّوا حِصَارًا
مِنَ الْخَضْرَاءِ مَوْقِفُنَا تَعَالَى
///
وَلَنْ نَرْضَاهُ تَقْسِيمًا فَشَعْبِي
وَمَا أَدْرَاكَ رَدُّ الْإِلْفِ لَالَا
///
فَلَوْ نَادَى الْحَنِينُ فَمِنْ حُرُوفِي
عِمَادُ قَصِيدَةٍ زَادَتْ وِصَالَا
///
أَلَا يَا شَامُ إِنَّ الشَّوْقَ يَصْبُو
إِلَيْكِ بِمَا سَقَى بَرْدَى الزُّلَالَا