ما هي حكايتهن مع حائط المبكى؟

إبراهام بورغ ^ | في هآرتس

ترجمة: فاروق مواسي

لو شاءوا أن يجددوا هيكل العبادة، ويوطدوا جبل الهيكل (هار هبايت) لكنت معارضًا لذلك بكل قواي، فما زلت قادرًا على أن أحاور حول هذا الموضوع. لكن حائط المبكى- من أي جانب نتدارسه- ليس فيه أية قدسية. إنه حائط من الحجارة الخارجية، وهو ليس حائطًا جزءًا من الهيكل، بل كان دعامة للبوديوم- الجدار الخفيض- للتلة الاصطناعية التي برز فيها هيكل هيرودتس.
لقد أصبح الحائط مقدسًا في العصر الحديث فقط.. إنه مكان ديني مختَرَع، وليس ثمة فرق بين طقوس عبادة الحجر التي نشأت من حوله وبين مظاهر الوثنية التي ميزت يهودية الشجرة والحجر في أيامنا؛ حتى أزيل أدنى شك أقول إنه ليس لي أي حنين للهيكل الذي كان، ولا أصبو لهيكل في عالم الأبد.
هكذا آمل ألا يتحقق هذا على الأرض.. أنا أعي دور السمو الديني الذي يستحيل وصفه بلغة البشر وبمشاعرهم، فالهيكل ليس كذلك، بل بالعكس، إذ قياسًا بالفكرة السامية والمجردة فإن الهيكل هو بَدائي، وهو ليس إلا توفيقًا بين فكرة الله الذي “ليس له جسد ولا شكل الجسم” وبين حاجة المؤمنين الذين هم أقل إحكامًا في مواد دينية ملموسة كالعجل والمذبح والدم وأبهة الكهان ودخان القربان…إلخ
^^^
^إبراهام بورغ شخصية إسرائيلية، ولد سنة 1955، وشغل منصب رئيس الكنيست الخامسة عشرة، ثم رأس الوكالة اليهودية. بعد أن انقطع عن نشاطه السياسي ألف عددًا من الكتب المعارضة للصهيونية، فأثارت آراؤه نقاشات حادة.